محمد محمد حسين

باسم حناء مسعد حناء الشهير بـ (بولا حناء) صاحب الإرادة الفولاذية والعزيمة الحديدية، التى لا تلين وتأبى أن تستكين، استطاع أن يتجاوز آلامه، وإعاقته من وجهة نظر الآخرين، وما يراه البعض مستحيلاً، تغلب نظرة الشفقة والاستهانة من قبل البعض على إعاقته. وبقوة إرادته نجح فى  أن يتجاوز كل الحواجز والصعوبات، وخطف الأضواء سواء في موهبة الرسم  وهو ”بدون أطراف” أو في عمله كمدرس تاريخ، ويمنحنا  جرعة  من الإصرار والتحدي والصبر.

ومن أول وهلة أثناء لقائه، لمحنا روح العزيمة والهمة والسعى جاحظة فى عيناه، ساعية للانطلاق، وكأنها رسالة لمن عجز أن يحقق أحلامه ومبتغاه.

وكان لنا معه هذا اللقاء، الذى جاء فى صيغة حوارية عبّر فيها ومن خلال رسائله، عن أهدافه وأحلامه والصعوبات التى يجتازها، الواحدة تلو الأخرى ولا تقف حجر عثرة فى طريقه، وكيف يتجاوزها إذا صعُب على غيره تخطيها.

** نريد أن نتعرف عليك من واقع بياناتك الشخصية؟

* اسمى  باسم حناء مسعد حناء الشهير بـ “بولا حناء”، وأبلغ من العمر 26 عاما، خريج كلية آداب جامعة القاهرة، وأعمل مدرس تاريخ، وأملك موهبة في الرسم منذ الصغر، وأقوم بتعليم مجموعة من الأفراد فن الرسم .

 

** كيف اكتشفت موهبتك في الرسم؟

هي موهبة منحنى الله إياها من الصغر، اكتشفتها عن طريق النقش علي الورق وألعاب الرسم، ولم أعرها أى اهتمام وقتها، وأثناء التحاقى بالمرحلة الإعدادية، قام البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية، بعمل مهرجان “الكرازة”  على مستوى مصر والسودان، شعرت وقتها أننى يجب أن أشارك فيه بأحد الرسومات واستغلال موهبتى فى هذه المسابقة، ووُفقت فى اختيار صورة كان كل من حولى يراها في غاية الصعوبة، ويحاولون إثنائى عنها أو حتى المحاولة فى تصميمها حرصاً على حالتى النفسية أو المعنوية فى حالة فشلى فى إنتاجها كما يجب أن تكون، ونظراً لحبي لهذه الصورة أصررت على القيام بعملها ورسمها، وحصدت  المركز الأول كرازة على مصر والسودان، وأحب أن أوجه الشكر لـ(وائل موريس) الخادم بالكنيسة، حيث كان يقوم بتشجيعي ومساعدتي وله الفضل في خوضى هذه التجربة، طريق صعب ووعر وتركنى بمفردي بعدها حتى أتعلم الاعتماد على النفس.

 

** كيف نمّيت موهبتك فى  الرسم؟

* فى البداية تعلمت الرسم عن طريق متابعة الفيديوهات والرسومات من كبار الفنانين، ثم بعد ذلك أقوم بتقليدها دائما وكلفنى هذا مجهودًا وتعبًا وإرهاقًا كبيرًا.

وقمت بعدها بتطوير مهاراتى في الرسم، عن طريق الممارسة الدائمة وكثرة الأعمال، التي أقوم برسمها يومياً، وبمتابعة الأخطاء التي أراها في الكثير من الصور، وأحاول أن أعالجها بطريقتي الخاصة، حتي تمكنت من الوصول لمرحلة  النضج في التدقيق، ومن هنا بدأت تطوير الرسم خطوة بخطوة، مع اهتمامي الدائم بالتفاصيل التي أتابعها للصور، وهي مثلها كمثل أي شيء يجب علينا الاهتمام به وممارسته، وبذل الكثير من الجهد حتى تصل إلى أبعد مكانة ممكنة .

 

** ما هي الصعوبات التى واجهتك فى ممارسة موهبتك؟ وما هي أصعب المواقف التي مررتَ بها؟

* الصعوبات كانت كثيرة ومتعددة ولكنى من الوهلة الأولى لتحقيق أهدافى، سعيت ألا أقف أمام أى أزمة أو عقبات، وأن أواجهها ولا أهرب منها، ولست من النوعية التي تقف أمام  اليأس، لأن موهبة الرسم هي من صنع الخالق، وهو الذي أنار بصيرتي في الرسم، وكل شيء أقوم بفعله يكون بيد الله،

وأتذكر عند استخدم أداة مثل القلم فى حالة الكتابة أو الرسم، كنت أجد صعوبة فى البدايات، ومع مرور الوقت أصبح الأمر سهل الاستخدام .

 

** هل هناك أدوات مخصصة لك أم أنك تعتمد على أى أدوات؟

* لا يوجد أدوات مخصصة وأستخدم الأشياء البسيطة، مثل كراسة الرسم وقلم رصاص وأستيكة، ولا أستخدم أدوات كثيرة لأن الرسام وعن طريق قلم واحد ممكن أن يصمم الألوان بدرجات متباينة، وهذا يوفر الكثير من الوقت والجهد، وألجأ إلى فرشاة للرسم، وبها ميزة جيدة وهي عن طريق وضع اليد على اللوحة بعد استخدمها يطبع شكل اليد عليها، والأستيكة عند وقوع خطأ  أثناء الرسم أقوم بمسحه، وهذه هي الأدوات التي أستخدمها .

 

** هل لديك أفكار جديدة تطمح لتحقيقها في المستقبل؟

* أنا مهتم أكثر بتدريس التاريخ، ولكن بجانب ذلك يوجد هناك الكثير من الطموحات بخصوص الرسم في المستقبل، وفي ذلك الوقت أحاول استخدام التدريس في الرسم وهى رسالتى لمن حولى، وأساعد الجميع أو من يلجأ لى أو من أقوم بتعليمهم الرسم، وتنمية قدراتهم ومهاراتهم حتى يصلوا إلى مبتغاهم، فهدفي من هذا هو من يريد تعلُّم الرسم وينظر إليه على أنه شيء صعب، أيسر له الأمر وآخذ بيده وأقوم بتوصيل وتبسيط المعلومات له، سواء كانوا أطفالا أو كباراً  مع عمل تجربة لهم وما عانيته فى البدايات ووصلت له الآن .

 

** ما اللوحة التي رسمتها ولها أثر في حياتك؟

* لوحة (السيد المسيح) بتاج الشوك على رأسه التي قمت برسمها في مهرجان الكرازة، وحققت بها مركز أول على مصر والسودان، وكنت فخوراً  بنفسي بهذه اللوحة، لأنها كانت لها تفاصيل كثيرة جدا، وهذه كانت أول مرة  بعد مرور وقت كثير أقوم بمسك القلم لكي أرسم هذه اللوحة .

 

** ما الذى تتمني أن تحققه في المستقبل؟

* أتمني أن أكون وفقت فى توجيه رسالة لمن يعجز عن تحقيق حلمه، ورسالة لكل شخص يسعى لأن يكون له هدف واضح، وأحاول أن أكمل رسالتي والأعمال التي أقوم بها، لكي يكون لها أثر كبير على الناس، ورسم بهجة وابتسامة على ملامحهم، مع مساعدتهم بالوصول إلى ما يرغبون في تحقيقه، ومن أهدافي أيضا إذا كنتَ مدرس تاريخ أو رسم عليك أن تثق في نفسك وفى قدراتك وتستخلص جواهر نفسك وأن تصل إلي  القمة ، ويكون لك مكانة في أي مجال.

 

** هل والداك لهما دور في مسيرتك؟

* بالطبع وخاصة أن الأم هي الداعم الأول والأخير لفلذة كبدها، هي التي تقوم بالمساعدة وتنير الطريق الذي يخوضه، ووالدتي بالطبع لها دور كبير جدا في حياتي،  في البداية كانت تعلمني كيف أعتمد على نفسي في أمور حياتي إذا كان مع الناس أو في حياتي الشخصية، وعلّمتني كيف أمسك القلم وعلمتني الكثير من الأشياء، وكانت دائما تقوم بتشجيعي ومساندتي علي فعل شيء معين، ولم تعوِّدني علي اليأس أبدا ولها الدور الأساسي فى  المكانة التي أتواجد بها حاليا .

 

** ما هي الكلمة الأخيرة التي تحب أن تنصح بها كل الموهوبين؟

* أحب ان أوجه كلمتي للشباب الموهوب بأنهم يقومون بالتركيز على أنفسهم وحياتهم، ولا تجعلوا لليأس عليكم سبيلا، أو تنظروا للصعوبات التي تدور حولنا، وانظر إلى قدراتك وموهبتك لكي تستخدمها وتنمية مهاراتك، وإذا فشلت في شيء معين فيجب عليك النظر إلى شيء آخر، ولا تيأس أبداً،  ذكِّر نفسك دائما بالطريق الصحيح، وأن تقوم بدراسة العمل جيداً وتنفيذه ثم الأهم الصبر والتركيز .