مروة أكرم قدري
على الرغم من حبي الشديد وتحمسي لفكرة المشروع الذى يتناول موضوعاته عن ذوي الإعاقة، والعمل على تحفيزهم وتشجيعهم إلا إنني شعرت للحظات طويلة بأن هذا المشروع كان ينقصه زملائي ال13 الذين عملت معهم منذ دخولي الأكاديمية ولمدة 4 أعوام حتى تسليم اسماء وافكار مشروعات التخرج، حينها قمت بكتابة الاسماء واتفاقنا وقتها على اختيار مجلة متخصصة لذوى القدرات والإرادة وتحت إشراف الأستاذ الكبير أحمد المراغي، رئيس تحرير مجلة الأخبار برايل، وبالفعل كنا متحمسين جميعًا لخوض تلك التجربة معًا، لكن لم نستطع تحقيق الحلم سويًا نظرًا لاتخاذ الإدارة العليا بالجامعة قرارًا بجعل مشروعات التخرج تبعًا للأبجدية وليس حرية الاختيار، حاولت كثيرًا أنا اتخلى عن تنفيذ فكرتي لأنني أردت فقط تطبيقها مع زملائي ال13 إلا أن القدر لم يكتب لنا النصيب.
و اتفق زملائي ال13 على السماح لي بتنفيذها مع الجروب الجديد وعن طيب خاطر ودائمًا ما كانوا يشجعوني على النجاح والتفوق وحسن تطبيق تلك الفكرة وتحت إشراف الأستاذ، وأنا أكن لهم كل التقدير والاحترام واتمنى من الله أن يوفقهم في حياتهم ومستقبلهم وأن نلتقي دائمًا على كل خير.
أما عن خوضي للتجربة الجديدة فقد لاحظت أمرًا في غاية الأهمية أثناء إجراء حوارات صحفية مع ذوى القدرات والإرادة، وهو تصرف غريب من بعض الأهالي وأنهم لا يريدون أن يظهرون أبنائهم أمام الإعلام أو السوشيال ميديا رغم تحقيق العديد منهم إنجازات وبطولات وحصولهم على الميداليات فمن المفترض أن يكونوا فخورين بذلك، وإنما ما حدث غير ذلك.
فلماذا يقوموا الأهالي بأخفاءهم ؟ هل خوف من التنمر ؟ أم يأخذون هذه الأمور بحساسية!! ، لا اعرف ما هو السبب الحقيقي و لم اسألهم لماذا يقوموا بعمل ذلك ولكن هذا الموضوع استوقفني، وشعرت فى هذا اللحظة بالندم لأختيارى هذه الفكره وأنى قمت بتشجيع زملائى عليها.
ولكننى لم استسلم وقمت بمقابله العديد من الأهالي الأخرى، وكانت هذه الأسر تفتخر بما يحدث وبالعكس هم كانوا يقوموا بمساعده أولادهم فى الظهور أكثر فى كل الأماكن.
علمتني هذه التجربه الكثير ومنها، كيفيه التعامل مع ذوي الإعاقة وقمت بتعلم لغة الإشارة لمعرفه التواصل معهم، ونصيحتي لكل الأسر لا تقوموا بأخفاء أولادكم فأنهم يستحقون أن ينالوا حقوقهم وأن تقدم لهم جميع الخدمات وأن يفتخر بهم مجتمعهم.