مرام فايز

الإعاقة مصطلح يتم التعبير عنه للأشخاص عندما تعيقه بعض من الأمور عن القيام بنشاط أو حركة معينة بجسده، وتكون إما نتيجة حادث تعرض له أو مشكلة رافقته منذ الولادة، حيث تمنع هذه الإعاقة القيام بأي نوع من الوظائف الأساسية التي لا يستطيع الحفاظ عليها بخلاف من يعيش حياة طبيعية بدون إعاقة، فالشخص المعاق هو من يحتاج دائمًا مساعدة من الآخرين للقيام ببعض الأمور الخاصة به، فكل شخص تختلف درجة الإعاقة الخاصة به حسب نوع الإعاقة التي تعرض لها.

وكان لنا لقاء مع الدكتورة  جهاد فهمي أخصائية نفسيه ومديرة مركز تخاطب وتنمية مهارات لتوضح لنا بعض الصفات والخصائص التى تصادف وتقابل ذوى الإعاقة وماذا نقدم لهم حتى نعمل على دمجهم وتمكينهم فى المجتمع .

** من هم ذوو الإعاقة وما صفاتهم؟

* ذوو الإعاقة لهم شروط ومقاييس وبعض الصفات ومنها: أن تكون نسبة الذكاء  أقل من 70%، وتقل في بعض البنود في الأسلوب التكيفي،  ويختلف العمر العقلى عن المرحلة السنية، ويكتمل المخ في 18 سنة للأشخاص ذوى الإعاقة الذهنية، وإذا وفر المجتمع  البيئة المناسبة له ولم يتقدم فهو ما يجعل من بعض سماته جزءاً من الإعاقة، وإذا كان لديه قصور في شيء معين واستطاع تجاوزه وأصبح فى منتصف المنحى فهو ليس من ذوي الاحتياجات الخاصة .

** ما هي أنواع الإعاقة؟

* الأنواع متعددة، ومنها الإعاقة البصرية والحركية والذهنية والصم وضعاف السمع وقصار القامة، وكل نوع منها له أقسام متعددة، والإعاقة الذهنية منها إعاقة شديدة ومتوسطة وبسيطة، وكلما كان التدخل المبكر فى فتراته الأولى، كان أفضل وأجود فى تقليل حدة الإعاقة أو ما ينتج عنها من آثار أو سمات، والوصول لمراحل تطور جيدة، أما المتوسطة فتأخذ وقتًا أكثر في العلاج، والشديدة على حسب التدخل، وماذا يجب أن نفعله بعدها، والإعاقة السمعية سواء كانت ضعف سمع أو صممًا تامًا، إعاقة بصرية، إعاقة حركية، إعاقة عقلية. وكل إعاقة يتفرع تحتها مجموعة اضطرابات مثل اضطراب التوحُّد والتعليم لأبعد الحدود والتواصل، وهناك إعاقات تسبب عجزًا تامًا تحتاج لمعين أو مساعد .

 

** ماهي أسباب الإعاقة؟

* كل إعاقة لديها سبب، فمثلاً الإعاقة العقلية والتوحُّد ممكن لها أسباب ما قبل ولادة الطفل أو يكون لديه توحُّد يظهر من عمر يوم لـ3 سنين، ومن سماته تأخر اللغة ويكون سببًا مكتسبًا نتيجه العزلة، وعدم وجود تفاعل حواري، فهناك أسباب ما قبل الولادة وأثناء الولادة وأسباب ما بعد الولادة، وهناك أيضا أسباب كثيرة مثل التلوث والمشاكل البيئية مثل السكن، بجوار أبراج الضغط العالي، والوراثة مثل زواج الأقارب، وتعرُّض الأم الحامل للأشعة الضارة، أو حتى الحالة النفسية مثل الاكتئاب وتعاطي المخدرات وبعض العادات الخاطئة في الولادة أو تعرُّض الطفل بعد الولادة لحادثة  وهناك إصابات ليس لها سبب مثل التوحد .

 

*” هل هناك سمات نكتشف من خلالها أن الطفل من ذوى الإعاقة؟

* عن طريق  المعرفة من خلال التشخيص والأشعة والتحاليل وهو مازال جنيناً،  لو كانت إعاقة ظاهرة أو عن طريق المعرفة ما بعد الولادة في خلال أول 3 سنوات من خلال الاضطرابات النمائية مثل التوحُّد والإتش بي ومتابعة سلوك الطفل وفرط الحركة والتشتت.

ويلزم أن تستشير الأم الأطباء والمراكز في حال ملاحظة أي شيء في سلوك الطفل مثل تأخر الحبو والمشي أو النطق .

** كيف يمكن إنقاذ طفل من التعرض للإصابة بالإعاقة؟

* عن طريق التحاليل قبل الزواج وتوعية المجتمع للشباب، وتحاليل ما بعد الزواج، ومن خلالها نتجنب أي مشكلة عند الطفل في لحظة الولادة، في الأشعة التلفزيونية المتطورة التي تحدد وجود نقص في المياه أو الأوكسجين، بالإضافة لضرورة المتابعة المستمرة مع الأطباء أثناء الحمل والولادة .

** ما هي المشاكل التي تواجه ذوى الإعاقة؟

* مشكلة الاكتشاف والتشخيص الخطأ، لأنه لا يوجد رقابة على المراكز النفسية، ومشكلة التزام الأم ببرنامج علاج طفلها، ومشكلة المتابعة بعد  انتهاء الجلسات، ومشكلة الدراسة وعدم وجود أماكن تعليم تقبله، وعدم تقبل المجتمع، والمتابعة الرياضية للأطفال المعاقين،وتعامل الطفل داخل الأسرة ومع إخوته، أو انفصال الأم والأب، أو الغيرة الشديدة نظرا لاهتمامها بطفل ذوي الاحتياجات، وهناك أيضا الأهم والأصعب، وهو التنمر وتعامل المجتمع، وتخصيص أماكن لذوي الهمم داخل المولات والمنشآت، وعدم  اقتناع الآباء بوجود مشكلة بالفعل عند الطفل مما يسهِّل الدخول المبكر قبل فوات الفرصة .

** ما هي أنواع العلاج والجلسات التي تقدم لذوي الهمم؟

* أولاً يجب التشخيص الطبي لتحديد العلاج المناسب، ثم التشخيص النفسي وتحديد عدد ونوع الجلسات، سواء تخاطب أو تنمية مهارات، أو تعديل سلوك أو علاج طبيعي، فيجب أن يكون هناك أكثر من توجه لتحديد المسار المناسب للعلاج، ثم البدء، فكل فرد من ذوي الهمم له جلسة وبرنامج خاص، فمثلاً الإعاقة البصرية يكون لها جلسات بيتعلم فيها لغة وطريقة برايل وطريقة الحركة، في الإعاقة السمعية يكون له برنامج تأهيل سمعي، حتى لو بيستخدم معينات مثل  السماعات أو زراعة قوقعة، ويحتاج لبرنامج تعلم استقبال الأصوات، وإذا تأخر فى اللغة أو النطق، يكون له اختبارات لغة ونحدد نقاط القوة والضعف، وتوضع له خطة تأهيلية لاستكمال ما ينقصه وعلاج القصور الموجود لديه، وهناك برامج تأهيل نفسي وتأهيل طبي وتأهيل اجتماعي وتأهيل حركي.

** ماهو دور الوالدين في رحلة علاج الطفل؟

* هم الأساس في رحلة العلاج عن طريق تهيئة البيئة المناسبة داخل المنزل، ومن خلال التربية والتنشئة ومن خلال المثابرة والمتابعة أثناء العلاج.

** كيف يتعامل المجتمع مع ذوي الإعاقة؟

* يجب أن يكون هناك توعية لكامل المجتمع، مثل المدارس وأن يكون المعلم والمدرس لديه دراية كاملة بكيفية التعامل معهم ونقيس على ذلك  باقي فئات المجتمع،  ولابد من تقبُّل الواقع، والآباء يساعدون الأمهات والأسرة تعمل على توعية الإخوة بكيفية التعامل مع الطفل واحتوائه، ويجب ان يراعي المجتمع ظروف ذوي الهمم والحالة النفسية لأسرهم، ونراعي طريقة تعاملنا وكلامنا معهم، وعدم تعمد إظهار الشفقة عليهم بالقول أو الفعل، لأن هذا يجرحهم نفسياً .