محمد مختار

22 عاماً من الصعاب والتحديات خاضها عاطف حمدي ومازال، حملها على عاتقه، ولم لا فهو بطل رفع الأثقال حصد  كأس مصر، وعلى الرغم من  معاناته مع الشلل الدماغي، إلا أنه واجهه بتحدٍ منذ أن بدأ صراعه مع الحياة ورحلته فيها، وبطلنا يدرس بالفرقة الثانية كلية التجارة جامعة القاهرة.

لديه إرادة وسعي نحو التميُّز وتغيير عالمه وكسر الجمود وما يقابله من  عوائق فى مواجهة الحياة.

يقول عاطف حمدى: أصبت بالشلل الدماغي التيبسي الناتج عن نقص في الأكسچين منذ مولدى، حيث كنت خاضعاً في الحضّانة ومن بعدها ومن صغرى وأنا نزيل دائم للمستشفيات وغرف العمليات الجراحية، حيث أجريت  7 عمليات حتى أستطيع السير والمشي على قدمىّ، وبدأ ذلك منذ أن كان عمرى 4 أعوام، حيث قمت بعملية توسيع حوض، وفي سن الخامسة قمت بعملية قدم رجل ساقط، واستمررت بإجراء العمليات حتى صار عمرى 13 عاماً، ومنها عمليات تطويل أوتار، وتغيير مفصل ركبة وحوض وتعديل قدم، وبعد ذلك ذهبت للمستشفيات والمراكز الصحية للقيام بعلاج طبيعي، وبعد أن اعتدت على الأمر بدأت في التفكير بالذهاب إلي جيم ومن تلقاء نفسى، وسارعت لفعل ذلك لكن وجدتنى أمام وجوه ترفض وجودى، حيث ظللت لفترة أتدرب بصورة خاطئة، ولكن القدر كان رحيما بى، ورزقنى من  يساعدنى في التمرين بالصورة الصحيحة.

ويستكمل عاطف حكايته : ومن هنا بدأت رحلتى فى ممارسة رفع الأثقال وحصلت على بطولة كأس مصر، وفى بطولات أخرى نلت المركز الثالث على الجمهورية  والسعي من أجل حصد البطولات القادمة والمشاركة في بطولة العالم والأولمبياد القادمة، كل ذلك من أجل تحدي الجميع وتحدي الذات.

وبنظرات وكلمات غلبها الشجن والأنين والحزن، أردف قائلاً: تعرضت للتنمر لسنوات عدة ومن جميع من حولى، والبعض منهم ألقى على مسامعى الكلمات المحطمة الهادمة لطموحى، بل البعض منها زاد بالسخرية من قدراتى أو إعاقتى الحركية والجسدية الواضحة أمامهم،  والاستخفاف بما أملكه من يقين أن لى هدفًا وحلمًا أسعى لتحقيقه، وهو على الأقل دعونى أتعايش معكم وبينكم وأن لى حقًا فى الإنسانية، ولكنى تخطيت معاول الهدم المحيطة بى، بل إنها أصبحت نقطة الثقل والتوازن التي ساهمت في تكوين شخصيتى وزيادة عزيمتى.

 

وبنظرة فخر وتفاخر والسعادة كست ملامحه قال: قررت التفكير لبعض الوقت في تغيير واقع الأمر الذي كاد يطيح بي أرضًا، والوقوف أمام نفسى ومن خلفى أحلامي وهدفى، ومع  الإصرار والسعي الداخلى دائما يأتى النجاح والتميز.

ويؤكد عاطف أن  للعلم نصيباً كبيراً في حياتى، حيث حصلت على كورسات في التشريح العضلي والتغذية، حتى أقف على مقربة من احتياجاتى ومعرفتها بشكل علمى، وأساعد من يحتاج النصيحة وبشكل دقيق، ودعم أقرانى من ذوى الإعاقة، والمساهمة فى تدريبهم كما بدأت  في تقديم محتوى هادف على السوشيال ميديا لمساعدة الآخرين، بتقديم تمارين وتدريبات بدنية للتشجيع على ممارسة الرياضة، والبعض وصفنى بأنى  أصبحت  قدوة، ومثالا ً يحتذى للشباب من ذوي الإعاقة وغيرهم .

ويأمل عاطف أن يجد وظيفة ثابتة فى إحدى المصالح أو المؤسسات تساهم فى دخله ، أو راعيًا رياضيًا يساهم فى تكلفه إعداده للبطولات والعمل على نشر فكرته، وأن ممارسة الرياضة حق للجميع، كما يسعى لتغير نظرة المجتمع نحو المختلف عنهم وخاصة الأشخاص من ذوى الإعاقة .