مرام محمد نورالدين

يعاني أصحاب الهمم أو الأشخاص ذوو الإعاقة، من صعوبات كثيرة في حياتهم اليومية، وتبدأ من عدم قبولهم وقصر وعى أفراد المجتمع تجاههم، أو لاحتياجاتهم ومتطلباتهم، بجانب عدم فهم كيفية التعامل معهم، وزاد الأمر بتنمر البعض عليهم، ويرجع السبب لعدد من النقاط، ومنها وجود اختلافات سواء كانت ظاهرية مثل ملامح الوجه أو الجسد عن الآخرين، أو اختلافات غير ظاهرة، وهذا أدى إلى حرمان الأشخاص ذوى الإعاقة من أبسط حقوقهم فى العيش والاندماج بالمجتمع، ومنها بعض المشاكل فى ملفات متنوعة منها  التعليم والصحة والتنقل والعمل والإسكان .

بجانب أن البعض من ذوي الإعاقة، يستسلم لمرضه، وعدم السعى لتحقيق ذاته، والبعض الآخر عندما تعمد أولياء أمورهم عدم مساعدة  أبنائهم كما ينبغى وبذل الجهد الحثيث للانطلاق والتعلُّم واكتساب  الخبرات، فمثلا الإعاقة الجسدية لا تقف أمام تطور العقل وتنميته بالعلم والكفاح والإرادة، ولكن الإرادة وحدها غير كافية إذا لم تؤمن الدولة بأبسط الحقوق لهم، ومراعاة كود الإتاحة المعد خصيصاً لذوي الإعاقة عند بناء الوحدات السكنية أومبانى المؤسسات والشركات، وتأمين فرص العمل لاحقا لهم وعدم الاعتماد على المساعدات الاجتماعية، إن وُجدت لهم.

فمثلا يواجه الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية صعوبة في التواصل مع الناس، لعدم إلمام العامة بلغة الإشارة وسيلة التواصل المعتمدة والمعروفة عالمياً مع الصم وضعاف السمع، ولأنهم يعجزون عن توصيل المعلومات والتفاصيل الخاصة بهم للناس، فعلاقتهم بأفراد ومؤسسات المجتمع شبه مقطوعة، فهم يواجهون تحديات كبيرة خلال ممارسة حياتهم اليومية، تتعلق بصعوبة أو انقطاع التواصل، نتيجة عدم وجود أشخاص يمكنهم التفاهم معهم، قد ينتهي بعدم إنجازهم مرادهم، ويتبع ذلك شعور بالضيق والحزن، وهو ما أدى إلى انعزالهم بشكل ما أو آخر، على الرغم من أن إحدى الاحصائيات غير الرسمية، أرجعت إلى أن نسبة الصم وضعاف السمع فى المجتمع تصل إلى 4 ملايين شخص .

معاناة ذوي الإعاقة السمعية أصبحت أصعب من معاناة أصحاب الإعاقات الأخرى، بسبب غياب مترجمي لغة الإشارة، وعدم معرفة الموظفين – خصوصاً في المؤسسات الخدمية – بالتعامل معهم، فهناك ضرورة لرعايتهم ودعمهم بشكل أكبر.

أما عن ذوي الإعاقة الجسدية فهم يعانون من صعوبات في حياتهم اليومية، وخاصة أنها تختلف لأنواع متعددة، ولكنها تجد معاناة شديدة فى التنقل والتحرك وبشكل سلس سواء كان فى المواصلات العامة أو فى الطرقات والشوارع.

أما ضعف البصر وهو نوع آخر من الإعاقات فيلزمه أن نوفر له،

 

أبسط طرق التعامل مع المجتمع، من ناحية العصا البيضاء التى تعتبر عين الكفيف فى السير .

والإعاقة العقلية وهى متنوعة ومنها الإعاقة الذهنية، سواء بدرجاتها  البسيطة أو المتوسطة أو الشديدة، وهى الإعاقة التي يُصاحبها قصور في التفكير نتيجة لبعض المسببات ومنها الأمراض الوراثية أو أمراض نفسية أخرى سبّبت هذه الإعاقة، أو الإعاقة العقلية الناتجة عن إصابات الدماغ المكتسبة نتيجة الإصابة ببعض الأمراض مثل: التهاب السحايا أو نقص الأكسجين عن الدماغ، ومن الإعاقات العقلية التي انتشرت كثيرًا في الآونة الأخيرة إعاقة اضطراب التوحد، ومن المعروف أنّ الإعاقة العقلية أو الذهنية تكون أكثر صعوبة، في بعض الأحيان من حيث التعامل، خاصة أن المصاب بالإعاقة العقلية يكون غير مدرك للأشياء التي تدور من حوله.

 

وأيضا صعوبات التعلُّم من أنواع الإعاقات الذهنية، فصعوبات التعلم تعني وجود مشكلة في التحصيل الدراسي في مواد القراءة أو الكتابة  أو الحساب، وغالبًا يسبق ذلك مؤشرات، مثل صعوبات في تعلم اللغة، فيظهر الطفل تأخرًا في اكتساب اللغة، وغالبًا يكون ذلك مع مشاكل نطقية، وينتج ذلك عن صعوبات في التعامل مع الرموز، فإذا حدث خلل أو صعوبة في فهم الرسالة بدون وجود سبب، فإن ذلك يتم إرجاعه إلى كونه صعوبة في تعلُّم هذه الرموز، وهو ما نطلق عليه صعوبات التعلم.

أما عن اضطرابات التواصل، وعلى الرغم من تنوع الاضطرابات والإعاقات المختلفة، فإن اضطرابات التواصل تظل على قائمة المشكلات المؤثرة على حياة الأفراد وأسرهم وكل من يتعاملون معهم، واضطرابات التواصل تشمل الكلام واللغة والسمع والبلع.

وعلى هذا لابد أن يكون لدى كل شخص أمل للعيش، فكيف يمكن للإنسان أن يعيش بلا أمل، أو عندما يصل  اليأس  لقلبه أو فكره كما لو كان ينتظر المنية.

ومن هذا المنطلق علينا أن نتدارك جميعا، ما نكون قد تناسيناه أو لم ندركه فى كيفية تقبل الأشخاص ذوي الإعاقة، ودمجهم وتقبل الآخر، وأن نقف جنباً إلى جنب مع ما قامت به الدولة تجاه منح بعض الحقوق لذوى الإعاقة.