مروة أكرم- مرام محمد نور الدين – محمد عبد المنعم- محمد محمد حسين

 

هو من  النماذج الرائعة التى تعبِّر عن القادرين باختلاف، كافح منذ صغره متناسياً صعوبات إعاقته  ليحقق ما يريد، ومازال يصبو ويسعى إليه وهو أول شخص من ذوي الإعاقة يقوم بعمل قاموس يترجم فيه اللغه العربية إلى اللغة اليابانية والحاصل على أكثر من شهادة معتمدة، عن هذا كله وعن أحلامه والصعوبات التى واجهها، نتحدث مع أشرف محمد الكريدي، وهو من ذوى الإعاقات المزدوجة، حيث أصيب بفقدان سمعه منذ طفولته، بجانب تلعثم شديد فى الكلام، وعلى الرغم من ذلك فقد كان لديه إصرار على النجاح والتميُّز، حتى أطلق عليه البعض وخاصة أصدقاءه اليابانيين، أنه سفير اللغة اليابانية فى مصر

 

** هل لنا أن نتعرف عليك من واقع السيرة الذاتية؟

* أشرف عبد القادر محمد الكريدى، مترجم فى جامعة القاهرة قسم ياباني، خريج كلية الآداب من نفس الجامعة، ولى العديد من الأبحاث والترجمات بين اللغتين، وما وصلت له كان بفضل الله ثم  والدتى، أحد أهم عوامل دعمى ومساندتى فى الحياة.

 

** ما الهواية المفضلة لديك؟

أحب القراءة وكتابة الأبحاث من صغرى، وظلت هذه الهواية فى وجدانى وتتعمق عاماً بعد آخر، وقمت بعمل أبحاث دولية كثيرة وألّفت4 كتب.

 

** حدثنا عن حبك للغة اليابانية وعشقك لها؟

أحب اللغة اليابانية حباً جماً ووصل عشقى لها بحصولى على  ماجستير ياباني، بجانب عملى الأهم فيها، وهو الترجمة من اليابانية للغة العربية والعكس،

 

** لماذا تخصصت فى  الترجمة اليابانية؟

* نشأت فى أسرة تعشق اللغة اليابانية، ووجدتنى أتلقاها منهم وأتعمق فيها، وشدنى فيها عذب كلماتها وجمال حروفها، وهم متخصصون فى التميُّز فيها وتخرجوا فى قسم اللغة اليابانية بجامعة القاهرة،  بجانب ذلك أن مولدى ونشأتى الأولى كانت في اليابان، واقترح عليّ الوالدان الالتحاق بالقسم الياباني بإحدى الكليات، وكانت هناك صعوبة فى ذلك، لأنى لديّ إعاقة فى السمع وتلعثم فى الكلام على الورق فى نظر البعض، ولكن لا يفقه الكثير أن الإعاقة تكون فى الفكر أو القصور فى أحلامك وهدفك، وليست إعاقة جسدية كانت أو جهرية أمام الأعين فقط، وتم  قبول أوراقى بكلية الآداب جامعة القاهرة، ولكن بقسم مكتبات وليس اللغة اليابانية.

 

** لماذا رفضت عرض إحدى الشركات اليابانية للعمل لديها كمترجم من اللغة العربية؟

* عرضت علىّ إحدى الشركات اليابانية الذهاب إلى طوكيو والقيام بالترجمة لهم من اللغة العربية إلى اليابانية، ولكنني رفضت الذهاب لأنهم كانوا بحاجة لترجمة فورية، إنما أنا أتميز فى مجال الترجمة التحريرية، والترجمة الفورية ليست سهلة علىّ وأتفق أن هناك صعوبة فى أدائها بشكل مباشر ومن الممكن أن لا أحد يفهمنى، أو يتقبل ذلك مباشرة، وغير ذلك أنا على علم جيد بقراءة الشفايف وخاصة فى اللغة  العربية، أما الياباني فهناك صعوبة فيه، ولكنى أسعى للوصول إلى إتقان هذا الأمر، وأيضاً كان هناك العديد من الأشياء التى كانت ترتبط بعملي في الجامعة وصعوبة السفر أو العمل هناك، ومنها بعض الإجراءات الإدارية الروتينية المعقدة.

 

**  نريد أن نتعرف على تفاصيل الإعاقة؟

* عندما أتممت ٦ سنوات من عمرى، وكنت فى وقتها فى الصف الأول الابتدائي، وبدون سابق إنذار أو مهلة فى الوقت، فجأة  ضعُف سمعى مرة واحدة فى الأذن اليسرى، مما تسبب فى فقدان السمع لديّ، أما الأذن اليمنى فأسمع منها ولكن بصورة ضعيفة للغاية، وتكاد تقترب من قرينتها اليسرى، وسعينا بين الأطباء لعل وعسى أن أجد حلاً، وفشلت فى كل الحلول أو العلاجات، وأصبحت ضيفاً دائماً فى عالم الإعاقة ومن الأشخاص ذوى الإعاقة، والفضل لله علىّ ما منحنى إياه.

 

** وماذا حققت خلال مشوارك المهنى والعلمى ؟

* شاركت فى عمل قاموس من اللغة اليابانية إلى العربية وبالعكس، كما سعيت ومن خلال عملى وعلمى بالكمبيوتر، وبطريقة محترفة  قمت من خلاله بعمل قاموس مترجم من اللغة اليابانية إلى اللغة العربية، وبطريقة ناطقة تساهم فى سرعة إتقان الترجمة، وزيادة المهارة ببعض الكلمات غير المتداولة فى اللغة اليابانية، تزيد من حصيلة كلمات من يريد تعملُّها.

 

** هل هناك صعوبة فى التعامل مع زملاء العمل  سواء هنا أو هناك فى اليابان؟

* لا أجد صعوبة فى ذلك الآن، ففى الفترات الأولى لعملى كان من الممكن أن تكون هناك صعوبة إلى حد ما، وخاصة أن إعاقتى تعتبر مزدوجة، أما الآن فهناك قبول من جانبهم وخاصة عندما أقوم بعمل كورسات تعليمية لتعليم اللغة اليابانية للطلاب، أو لغيرهم ممن يريدون تعلُّمها، والطلاب يفهمونني بكل سهولة، وحالياً أتكلم بصورة أسرع من قبل، لأن وقت المحاضرة قصير وأعرض على طلابى، من يجد صعوبة فى التعامل معى عليه بالكلام معى بعد المحاضرة، أو من يجد منى عدم توصيل المعلومة بشكل أفضل عليه التواصل معى بكل الطرق المتاحة والمريحة لديه، ولهم أقول: إذا كان لدى أحدكم أسئلة يتم تجميعها وسيتم الإجابة عنها بعد المحاضرة، وبعد أن تنتهي المحاضرة يقوم الطلاب بالكلام معى بطريقة هادئة، وبعد الانتهاء من جمع الأسئلة أقوم بالرد عليهم على “السبورة”، معتمداً على الكتابة والباور بوينت أكثر من الكلام، أما من جانب  الدكاترة فمن السهل التواصل معهم لأنهم يفهمونني بسهولة وأنا أيضًا أفهمهم بسلاسة.

 

**حدِّثنا عن الأبحاث والمشاركات التى قمتَ بعملها؟

* في عام ٢٠١٩ نشرت ٥ أبحاث دولية، وحصلت على شهادة نشر وتقدير مجلة ISI،  وبعد ذلك قمت بالمشاركة فى العديد من المسابقات حتى جاءت أزمة  كورونا، بدأت أخطط للحصول على دورات تدريبية حيث كان يوجد العديد من المواقع المجانية للتدريب، وكانت هذه الدورات فى البرمجة والذكاء الاصطناعي، وحصلت على شهادات كمهندس وحامل مركز، مستكملًا: دخلت فى رمضان الماضى مسابقتين لأبحاث تابعة للنشر الدولي فى الجامعة، وحصلت على شهادة أيضاً فى مسابقة للنشر العالمي على موقع “أريد”.

**ما هى أصعب المواقف التى واجهتك؟

*الأصعب على الإطلاق كان عندما حاولت فى عام  ٢٠١١ التعيين بالجامعة وبعد التخرج، وجدت رفضاً شديداً من جانب المسئولين وقتها، وكان الرد أنهم ليسوا بحاجة لتعيبن معيدين، وعلمت فيما بعد أن الرفض كان لإعاقتى، نظراً لاكتشافى فيما بعد تعيين الأقل منى فى التقدير أو التخرج بعدى، وكان موقفاً زادنى إصراراً على النجاح والتميُّز فى مجالى.