مرام فايز 

تلعب  المراكز التى تقدم خدماتها للأطفال من ذوي الإعاقة، دوراً كبيراً فى تأهيلهم والعمل على تنمية مهاراتهم، حيث تقدم لهم جلسات التخاطب والتأهيل، وخاصة لمن يعانون التوحُّد أو صعوبات التعلُّم  وتوفر لهم الدعم الفني والصحي والاجتماعي، وهو ما يساهم فى دمجهم بالمجتمع.

وفى السطور التالية نلقى الضوء على أحد المراكز التى لها دور كبير وأهمية بالغة فى برامجها الموجهة للأشخاص ذوى الإعاقة، وهو مركز القادة الصغار (للتخاطب وتنمية المهارات)، وفيه يتحدث الدكتور محمد رجب، المدير المسئول عن المركز، عن الدور الذى يقوم به وأهدافه .

 

** فى البداية ما هو سبب إنشاء المركز؟

* من خلال عملي مع ذوي الإعاقة رأيت أننى أستطيع تقديم يد العون والمساعدة والخبرة لهم، وخاصة أننى أحد العاملين فى المجال ونقدم لهم خدمات بنظام علمى، وتحت خطط منهجية واستراتيجية نسعى لتحقيق أهدافنا وأهدافهم معا.

 

** ما هي الخدمات  التأهيلية والتربوية التي يقدمها المركز؟

* نجرى اختبارات ذكاء لكى نقيِّم ونحدد المستوى العقلي للطفل وقدراته الذهنية، بجانب اختبارات صعوبة التعلُّم للذين لديهم مشاكل في التعلُّم، أو من الناحية الأكاديمية، وهناك مقاييس أخرى لفرط الحركة وتشتُّت الانتباه، ومقاييس للتوحُّد وخلافه، فنأخذ التقييمات الأولية ثم نبدأ بتحديد الجلسات والخدمات التي نقدمها، وتكون كالتالي: تخاطب، وعلاج تأخر النمو اللغوي، واضطربات النطق والكلام ، تنمية مهارات، علاج التأخر الدراسي وصعوبات التعلُّم وفرط التعلُّم وتشتُّت الانتباه، تكامل حسي، علاج اضطربات طيف التوحد، متلازمة داون، برامج تأهيل ضعاف السمع وزارعي القوقعة، الإعاقة العقلية، الإصابة الدماغية، إرشاد أسري، تعديل سلوك، تربية رياضية .

 

** من وجهة نظرك ما هى أهمية مراكز التخاطب والتأهيل للطفل ذى الإعاقة؟

في هذه الفترة كثير من الأطفال لديهم مشاكل مع انتشار الأجهزة الإلكترونية، والتابلت، وأفلام الكارتون، التى تسبب لهم أزمات ومشاكل كثيرة خاصة مع من لديهم توحُّد، أو تساعد على إظهاره بعدم الفهم أو تعمل على تشتيت انتباه  للطفل، لأن الطفل ذى الإعاقة الذهنية يجب أن يكون لديه إرسال واستقبال فى مجمل حياته وهو لا يتوفر عندما يقضى وقتا كبيرا أمام الأجهزة الإلكترونية، وتكون الصورة وللأسف وضعية استقبال فقط، فيسبب خللا في إشارات المخ، ويظهر أثره السلبى أكثر خاصة في حالة الخلل الوراثي أو من لديهم طيف التوحُّد، وتكون النتيجة أن الطفل لا يتفاعل مع الناس ويميل للعنف بدرجاته، ويختلف من درجة لأخرى طبقا لحالة الطفل، بجانب تأثر مستواه الأكاديمي والتحصيلي، والذاكرة تصاب بالتشتُّت، أو لا يستطيع تكوين جملة أو يتحدث فتبدأ المشاكل وتظهر سواء كانت صعوبات تعلُّم نمائية أو أكاديمية، ومن هنا يبدأ دورنا بعمل اختبارات الذكاء و”نشوف إيه اللي الطفل واقع فيه ونشتغل عليه”.

 

** ما هي  خطط المركز في  مساعدة ذوي الهمم وأطفال التوحُّد في تخطي الأزمة ؟

* هناك  فريق عمل ذو خبرة وكفاءة عالية، يستطيع أن يقيِّم ويضع خططًا مناسبة لكل حالة، وبالتالي ننجز في أداء رسالتنا والعمل على أن يكتسب الطفل مهارات جديدة ويصل لمرحلة متقدمة من التحصيل والتعامل، خاصة أطفال التوحُّد، ويوجد أيضا هنا نظام رعاية نهارية من الساعة 9 صباحا حتى الساعة 3 مساءً يوميا ونقوم بعمل جلسات للطفل هدفها زرع طريقة أداء العمل الجماعي لديه، وهو ما جعل أن يكون هناك نتيجة إيجابية سريعة، ويوجد أيضا لدينا وسائل نقل تساعدهم على التنقل من البيت للمركز والعكس.

 

** كيف نحقق الحماية للفئات الأولى بالرعاية؟

* عن طريق التدخل المبكر، ويكون هناك توعية أكثر عند أولياء الأمور واهتمام بالشباب المقبل على الزواج نعرفهم ونعطيهم خبرات عن مراحل النمو للطفل وكيفية الاهتمام به وكيفية اكتشاف أي تغيُّرات على الطفل وبالتالي نتدخل مبكراً ونحمي الأطفال .

 

** هل توجد إحصائية عن أطفال التوحُّد في مصر؟

* كانت هناك إحصائية عام  2014، كان بين كل 48 طفلًا طبيعيًا يوجد طفل توحُّد .

 

** ما هو  دور الدولة في رعاية ذوي الهمم؟

* يوجد  تقدم كبير في الخدمات والرعاية التي تقدمها الدولة مثلاً يوجد نسبة 5% من الوظائف مخصصة لذوي الإعاقة، وانتقلت من الوظائف لتخصيص نسبة من شقق الإسكان الاجتماعى، كما رأينا اهتماماً وحرصاً كبيراً من جانب الدولة على تنظيم فعاليات معبرة عنهم، وأصبح لها يوم سنوي واحتفال كبير مثل “قادرون باختلاف”، الذى يقدم فى فقراته نماذج مبدعة من ذوى الإعاقة وفى كل المجالات .

 

** رسالة توجهها للمجتمع؟

* يجب أن نهتم بموضوعات زواج الأقارب وعمل التوعية اللازمة، وما يجب عمله من تحاليل وإجراءات ما قبل الزواج، بجانب توعية الأمهات وأنه يجب عليهن قراءة وتصفح كيفية استقبال الطفل المولود، وكيفية التعامل معه وخاصة لو كان من ذوى الإعاقة، وأن يكن مهيئات لتربيته .