مرام محمد نور الدين ، مروة أكرم ، محمد عبد المنعم ، محمد محمد حسين

يتعرض الأشخاص ذوو الإعاقة لخطر التنمُّر خاصة الإعاقات الجسدية والعقلية، وذلك لأسباب، منها معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة من الضعف الجسدي أو قصور المهارات الاجتماعية، أو قصور القدرات المعرفية أو اللغوية، أو ضعف القدرة على التحصيل أو وجود الشخص المعاق في بيئة ومجتمع يجهل حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، أو غير عالم بأهمية ودمج هؤلاء فى المجتمع، مما يجعله محلا للنقد من الآخرين، وغالبًا ما يستهدف الأشخاص الذين يتنمرون على الآخرين الأشخاص الذين يبدون “مختلفين” أو أولئك الذين يبدو أنهم أقل قوة أو ليسوا بنفس القوة.

تقول الدكتورة ميرفت هلال استشارى التربية النفسية، إن التنمُّر يوثر على الأشخاص ذوي الإعاقة في قدرتهم على التعلُّم بالإضافة إلى التأثيرات على الجوانب النفسية والاجتماعية، ويكون الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر أكثر عرضة من الآخرين للاكتئاب والعزلة والقلق، ولديهم انخفاض في مفهوم الذات، ويعانون من الصداع وآلام المعدة والتعب ومشكلات الأكل، وقد يفكر بعضهم في الانتحار أو التخطيط للانتحار، وأن بعض الأشخاص من ذوي الإعاقة يعانون من تدني مفهوم الذات أو يشعرون بالاكتئاب أو الوحدة أو القلق بسبب إعاقتهم، فإن هذا قد يؤدي إلى تفاقم مشكلتهم، ويمكن أن يتسبب التنمُّر في مشاكل خطيرة ودائمة.

وتضيف هلال أن هناك ثلاثة أنواع من التنمُّر، ومنه التنمُّر الجسدي ويتضمن إيذاء جسد الشخص أو ممتلكاته، مثل: الضرب والركل والقرص، والبصق، والدفع، وأخذ أو كسر أشياء شخص آخر، والقيام بإيماءات سيئة أو وقحة، والتنمُّر اللفظي هو قول أو كتابة أشياء سيئة مثل الشتائم، والتعليقات الجنسية غير اللائقة، والتهكم، والتهديد بإحداث ضرر، وأخيراً التنمُّر الاجتماعي وينطوي على الإضرار بسمعة شخص ما أو علاقاته مثل إخبار الآخرين بألا يكونوا أصدقاء لشخص ما، أو نشر شائعات عن شخص، أو إحراج الشخص في الأماكن العامة، ويمكن أن يأتي التنمُّر اللفظي والاجتماعي في شكل تنمُّر إلكتروني، من خلال التنمُّر عبر الإنترنت أو الهواتف المحمولة، كما يمكن أن تتضمن رسائل البريد الإلكتروني رسائل تهديد أو رسائل محرجة أو مهينة للشخص.

ويشير الدكتور محمد عبدالباقى مدرب التنمية البشرية إلى أن من أبرز الآثار النفسية السلبية لظاهرة التنمُّر، خصوصا ضد الأطفال وذوي الهمم، هو لجوء الشخص الذي يتعرض للتنمر إلى العزلة والخوف من التعامل مع الآخرين وعدم الثقة بنفسه، مما يجعله يلجأ للعنف هو الآخر فيما بعد للتنفيس عما بداخله، وصد التنمُّر الذي يتعرض له.

ويمكن مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة في حماية أنفسهم من التنمُّر من خلال الآتي:

  1. شرح مفهوم التنمُّر للأشخاص ذوي الإعاقة، وكذلك أشكاله بحيث يكونون على وعي بسلوكيات التنمُّر عندما يتنمّر أحد بهم.
  2. تعليم وتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة ما يجب عليهم فعله لحماية أنفسهم من التنمُّر، ومساعدة الآخرين الذين تعرضوا للتنمُّر، وتدريبهم على تعليمات محددة مصممة خصيصًا لهم، خاصة إذا كان لديهم إعاقات تؤثر على طريقة تفكيرهم أو تعلُّمهم أو تفاعلهم مع الآخرين.
  3. تدريبهم على كيفية التصرف والرد على التنمُّر، ويمكن استخدام لعب الأدوار في ذلك، وأقترح طرقًا للرد على الأطفال الذين يتنمّرون على الآخرين، مثل إخبارهم بالتوقف واستخدام الفكاهة والابتعاد عن موقف التنمُّر.
  4. تضمين وحدات دراسية داخل المقررات التعليمية للطلاب العاديين والطلاب ذوي الإعاقة تتضمن موضوعات عن التنمُّر، وكيفية مواجهته وتدريب الطلاب على أساليب المواجهة.
  5. اهتمام وسائل الإعلام بموضوع التنمُّر وتجريمه، بحيث تصل المادة الإعلامية للأشخاص ذوي الإعاقة بالأسلوب المناسب لهم، وتوجيه الأشخاص العاديين بضرورة حماية الأشخاص ذوي الإعاقة من التنمُّر.
  6. تفعيل القوانين الخاصة بالتنمُّر وتغليظها عندما يتعلق التنمُّر بالأشخاص ذوي الإعاقة.
  7. تدريب الأشخاص ذوي الإعاقة على الدفاع عن أنفسهم وتدريبهم على مناصرة ذواتهم.
  8. تعليم الأطفال ذوي الإعاقة التحدث مع أحد الأشخاص البالغين من الذين يقومون برعايتهم عندما يتعرضون للتنمُّر.
  9. توفير البرامج الإرشادية لوالدي الأطفال ذوي الإعاقة من أجل تدريب أطفالهم على حماية أنفسهم من التنمُّر.

وأخيراً لابد من الإقرار بأن التنمُّر آفة تهدد المجتمع، وخاصة عندما يتعلق الأمر بذوي الإعاقة الذين قد يعجزون عن الدفاع عن أنفسهم، لذلك لابد من اتخاذ كافة التدابير التي تضمن عدم تعرضهم للتنمُّر ،لذلك تكلمنا مع الناس لمعرفة رأيهم .