محمد محمد حسين

ذوو الإعاقة ، اختصهم الله – سبحانه وتعالى – ببعض الاختلافات ، فمنهم من يعاني من إعاقة حركية وأخر إعاقة سمعية وأخر إعاقة بصرية ، ففي ظاهرها إعاقة ولكن في باطنها حافز ؛ لأنها في أحيان كثيرة تكون دافعًا لتحقيق نجاحات عظيمة ، وانتصارات كبيرة في مجالات يعجز الآخرون عن الوصول إليها. دائمًا ما نرى ذلك ونشاهده على أرض الواقع لأشخاص بيننا من أُناسٍ تحدوا الإعاقة ، على الرغْم من أنهم يواجهون صعوبة في القدرة على التعلُّم، أو اكتساب خبرات، أو مهارات، ورغم ذلك حققوا الكثير من التفوق والنجاحات في مجالات عدة، ومواضيع مختلفة سواء كانت في محيط دراستهم أو مجال عملهم .
وأسرد قصة أخي قصة من أرض الواقع أراها يوميًا أماي شاهدة على إمكانية تحقيق النجاح مهما كانت الصعوبات . فقد أصيب أخي بإعاقة جسدية وهي انعواج في العمود الفقري، مما أدى إلى التأثير على حركة المشي ، ورغم هذه الإعاقة أصر أن يسعى وراء أحلامه، وأهدافه التي يرغب فيها ..
فبدأ طريقه الدراسي في المرحلة الابتدائية، والإعدادية بتفوق حتى وصل إلى المرحلة الثانوية، وكانت طبيعة هذه المرحلة مليئة بالأنشطة ، والمشاركات الطلابية المختلفة ، واستطاع فيها أن يثبت قوته الفكرية والعقلية متناسياً ومتجاهلاً، قوته البدنية التي خارت بفعل إعاقته ، فكان حضوره طاغيًا في كل مشاركة يحضرها، وبعد الثانوية التحق بكلية الحقوق، وكان متحدثًا تحفيزيًا، قدم الكثير من المحاضرات حتى تخرج في الجامعة بأعلى التقديرات، كان والداه يبكيان من الفرحة، فلم يتوقعا أو يجول بخاطرهما أن يتمكن طفلهما الصغير في بالهما، أن يلتحق بالجامعة، أو أن يكون شاباً يافعاً يُشار إليه بالبنان، فعلى الرغم من هذه الإعاقة التي يعاني منها في حياته، وعلي الرغم من حجم الصعوبات التي يواجهها في دراسته، أو في طريقه إلا أنه حصل علي ليسانس الحقوق بتفوق. وأثناء دراسته، وبعد تخرجه قام بتطوير مهاراته وقدراته عن طريق التنوع في القراءة والنيل من مختلف الثقافات المعرفية، وخاصة في مجال دراسته، وبالرغم من صغر سنه فهو يصقل عمله ومهاراته حالياً، بالعمل في مهنة المحاماة، وهدفه أن يصبو لأعلى مكانة فيها.
والواجب علينا الآن تجاه إخواننا من ذوي الإعاقة السعي لدمجهم معنا في المجتمع، وفى شتى مجالات الحياة ، وألا نقف حجر عثرة في استكمال طريق أحلامهم ، فقد قاموا بواجبهم أمام أنفسهم فلم ييأسوا ولم يقصروا بل حققوا أحلامهم بالعزيمة والإرادة والأن جاء دورنا .