محمد بسيوني
رفض الشاب طارق سمير دعبس صاحب الـ 27 عاما ابن مدينة فارسكور بمحافظة دمياط أن يكون مستسلما للحادث الذي تعرض له من 7 سنوات أثناء عودته من عمله “إستورجي أخشاب”، عندما كان يستقل دراجته النارية “الموتوسيكل”، وجاءت سيارة مسرعة اصطدمت به حتى وقع جريحاً، ليتعرض على إثرها للإصابة بقطع في الحبل الشوكي جعلته فاقد الإحساس بنصف جسده الأسفل، لتتغير حياته رأساً على عقب ويصبح أسيرا للكرسي المتحرك الذي لا يفارقه بعد ذلك .
حاول “طارق” أن يترك باب الصدمة الذي تعرض لها بعد إصابته خلفه، وبدأ يعمل علي نسيان ما حدث، فقرر الاتجاه نحو ممارسة الرياضة بـ “الجيم” الذي يملكه “نجل عمه” وهو جالس على الكرسي المتحرك، لكي يتدرب بهدف شغل نفسه بأي شيء، وعن طريق الصدفة دخل مجال ألعاب القوى بالرغم من صعوبة هذا الأمر، ولكن عزيمته جعلته لا يرى ما أمامه مستحيلاً، بل إنه قادر على أن يصنع لنفسه حياة جديدة وعالم مليء بالتحديات.
ونجح فى ممارسة رياضة رفع الأثقال، بل إن مدربيه رأوا أنه نموذج يُحتذى به فى ممارسة اللعبة والحصول على البطولات بوصفه «خامة مميزة»، واستعد جيدا لذلك وأهّل نفسه جيدا وشارك “دعبس” في بطولة الجمهورية، وحقق خلالها المركز الرابع ، كما حصل علي العديد من الجوائز، التي تثبت أن ما قام به عمل شاق ولكنه قادر عليه ويحتاج إلى شخص قوي يملك الإرادة على تخطي الصعاب من أجل مواصلة الإنجازات.
ويسعى دعبس للإعداد البدنى والتدريبات بكل قوة حتى يحصد المراكز الأولى ويصعد لمنصة التتويج فى لعبته المفضلة كاسرا كل قيود المستحيل بعناصره .
ويطمح دعبس أن يجد وظيفة مناسبة له «يأكل منها عيش»، لأن عزة نفسه تمنعه أن يكون بلا إنتاج أو أن يأكل من يد غيره، وكرامته أوصته ألا يحتاج لأحد مهما كان من، وأن يستمر في الاعتماد على نفسه، وتحقيق أكبر كم من البطولات والإنجازات التي تزين قصتة الملهمة.