مروة أكرم – مرام محمد نور الدين – محمد عبد المنعم- محمد محمد حسين
شهدت مصر فى الآونة الأخيرة، خاصة فى السنوات الماضية، تقدماً ملحوظاً فى مجال دعم وتمكين الأشخاص ذوى الإعاقة، نتيجة للإرادة واهتمام القيادة السياسية، وأعقب ذلك حالة من النشاط لدى السلطة التنفيذية ومن قبلها التشريعية، ثم تلا ذلك تناغم الجمعيات والمؤسسات الأكاديمية فى هذا المجال، وقامت بالدور الداعم والمساندة التى تسعى إلى خلق مناخ ملائم، لدعم أصحاب الإعاقة.
قام موقع “طريقنا” بالتحدث إلى البعض من المسئولين والعاملات، فى إحدى الجمعيات العاملة مع الفتيات من ذوات الإعاقة البصرية وتعايشنا معهن وشاركناهن بعض اللحظات فى يومهن، وأفاضت بعضهن عن مشاعرهن وما يتمنينه من المجتمع ، أو ممن يخجلون من التعامل معهن.
حيث قالت ياسمين مجدى صلاح الأخصائية النفسية فى الجمعية: يوجد لدينا الكثير من الخدمات نقوم بتقديمها، وإن كانت أهم خدمة نقدمها هي الإقامة الداخلية للفتاة الكفيفة، وهذه الخدمة وفرت وعملت على راحة الكثير من الناس، لأنهم يأتون من جميع محافظات مصر، ولذلك الأسرة التى كانت ترسل ابنتها مرة أو مرتين فقط ولا ترسلها باقي الشهر لبعد المسافة، رحبت بوجود ابنتها لدينا فى قسم الإقامة الداخلية، ويتم تسليم الفتاة سريرًا ودولابًا خاصين بها، وتكون مواعيدهن من يوم الأحد صباحا إلى يوم الخميس، مما وفر هذا على الأسرة أموالًا ووقتًا ومجهودًا .
ومن الخدمات أيضا التى نقوم بتقديمها تعليم البنات الكفيفات حرفة أو مهنة ويوجد لدينا 4 أقسام وهى: (قسم الأش، قسم التريكو، قسم الخياطة، قسم السجاد اليدوي)، وتقوم الفتاة بقضاء أسبوع أو أسبوعين فى كل قسم ونترك لها حرية الاختيار في العمل بالقسم أو المهنة التى تريدها.
مضيفة مجدى: نحن نقوم بتعليم جميع الفتيات لمدة عامين، وخلال العامين يتابع أحد العاملين من وزارة التضامن ما قمنا بفعله وما الأشياء والحرف والأقسام التى اتقنتها الفتيات وتقوم اللجنة بعمل امتحان لهن ومن تنجح نقوم بتسليمها شهادة تابعة للقسم الذى كانت تعمل فيه، ومن الممكن العمل بهذه الشهادة 5%.
كما أشارت صلاح إلى أن القانون أكد على تعيين نسبة 5% من الأشخاص ذوى الإعاقة من حجم العمالة الموجودة فى أى منشأة، وأننا نواجه بعضًا من الصعوبات، منها ما هو مادى أو مالى، ومنها ما يتعلق بتنمية المهارات البشرية.
وأضافت منى عبد الله أخصائية اجتماعية: نحن نقدم خدمات عديدة ومنها خدمات صحية وخدمات تعليمية ونقوم بتعليمهن الكتابة والقراءة على طريقة برايل، وهناك أيضاً خدمات دينية ويوجد محفِّظة قرآن وتأتى مرتين في الأسبوع، ويوجد أيضا خدمات ترفيهية وتشمل ( الرحلات – المعسكرات – الحفلات) وخدمة النشاط الرياضي.
وقالت إنه تم إنشاء هذه الجمعية عام 1954 أى منذ أكثر من 65 عامًا وأسستها السيدة استقلال راضي، وهى من أوائل المؤسسين للمكان، وهي التى اختارت أن تخدم فئة الكفيفات عن الفئات الأخرى، وقمنا بجمع مجموعة من المتطوعين أو المحبين لعمل الخير، وقرروا خدمة فئة الكفيفات، وهذا هو المركز الرئيسى، وبعد ذلك بدأنا ببناء مركز وراء مركز وقسم وراء قسم، وهناك فروع أيضا للأولاد ولكن هذا ليس تابعًا لنا.
وأشارت الإخصائية الاجتماعية إلى أن الوسيلة الرئيسية والهامة التى نعتمد عليها هى التبرعات، ثانيا إنتاج البنات، نحن نعرض ما تنتجه البنات للبيع، وعائد البيع يدخل فى خدمة البنات.
و قالت إن الأوراق الرئيسية المطلوبة لالتحاق البنات هى:
1- صورة بطاقة.
2- ورقة كشف طبي تثبت أن هذه الطالبة من الكفيفات.
والأهم من كل ذلك أنها لا تكون لديها أكثر من إعاقة، يجب أن تكون إعاقة واحدة وهى فقدان البصر.
وشارك موقع “طريقنا” بعض الفتيات من أصحاب الإعاقة البصرية، وألقى الضوء على ما يقمن به، والصعوبات التى تواجههن..
فى البداية قالت هبة: تدربت فى قسم البامبو أسبوعين، و الجمعية تقوم بتقديم أكثر من خدمة، ومنها الخدمة الموسيقية والعمل على تدريبنا على الغناء وتأسيس فريق كورال موسيقى، ونعمل باجتهاد، وتشمل منتجاتنا دقة متناهية وجودة عالية، كما نتشارك لحظات المرح والغناء مع بعضنا البعض، ونتعامل كأننا أسرة واحدة .
وأضافت: لا يوجد صعوبات تواجهنا، بالعكس كل ما يتم تقديمه هو على أعلى مستوى، من الممكن أن تكون هناك صعوبات تواجهنا خارج الجمعية، أما بالداخل فلا يوجد صعوبات، بالعكس تقوم هذه الجمعية “بتسهيل الدنيا علينا”.
والتقطت الحديث زميلتها هنا عبدالله، من قسم الأكل، وقالت: “بعمل فى هذه الجمعية منذ 30 عاما، وأعمل فى قسم البامبو وبقوم بعمل الإدراج وإنتاج الكثير من الأشياء، اتعلمت حاجات أخرى كثيرة مثل العمل على الكمبيوتر، وحصلت على كورس أندرويد اللي هي زيادة التعامل مع الهواتف الذكية، وللأسف أهم الصعوبات التى تواجهني هى معاملة الناس لسه للأسف في ناس مش مدركة إن احنا بنقدر نعمل حاجات زيهم، وهناك الكثير من الناس يعتقدون أن الكفيف لا يعرف أن يقوم بعمل أى شيء، والحمد لله قدرت أعدي هذه المرحلة، من الأشياء التى أريدها أن أقوم بتعليم الأطفال من ذوي الهمم على الكثير من الأشياء التى تساعدهم فى حياتهم”.
وأضافت شيماء جمال محمود: أعمل في الجمعية منذ 11 عاما، وقدمت الجمعية العديد من الأنشطة، ومنها أنشطة تنمية وأنشطة الكمبيوتر، ولكننا بحاجة لتوفير أداة لمعرفة السير بمفردنا مثل العصا الناطقة، ولا نحتاج شيئا آخر ونحن قادرون على عمل جميع الأشياء ولا ينقصنا شيء عن الإنسان المبصر.