مروة أكرم قدري
ناقشت السينما قضايا ذوى الإعاقة ومشاكلهم بشكل متباين، فبعض الأعمال هدفت إلى إظهار المعاقين بشكل سلبى، أو أنهم بركة وأصحاب قدرات خارقة، مثل فيلم أمير الظلام للفنان عادل إمام، وبعضها قدم معالجة درامية جيدة لبعض المشاكل التى تصادفهم، ومنها فيلم الصرخة للفنان الراحل نور الشريف ومسرحية وجهة نظر للفنان محمد صبحى، والبعض الآخر ركز على الجانب الكوميدى فى معالجته وحبكته للقضية مثل فيلم الكيت كات للفنان الراحل محمود عبد العزيز، وغيرها من الأعمال التى تنوعت بشكل أو بآخر للتعريف أو الاهتمام بالأشخاص ذوى الإعاقة ومنها (مسلسل ابن حلال – وفيلم صباحوا كدب) بجانب مسلسل الأيام للفنان الراحل أحمد زكى الذى جسد فيه قصة حياة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين.
نطرح فى السطور التالية آراء النقاد فى هذه الأعمال، وهل عبرت عن الأشخاص ذوى الإعاقة أم أنها حادت عن الطريق المنوط بها.
فى البداية يقول الناقد السينمائي هيثم وحيد بموقع الأخبار المسائي، إن بعض الأعمال روّجت للتنمر على ذوى الإعاقة، نظراً لسلوكها طريقًا على غير الواقع والحقيقى، فمن الطبيعي أن جميع المجتمعات التي نعيش بها يوجد بها السيئ والجميل، فلماذا التركيز بعرض الجانب المظلم أو غير الهادف من حياة ذوى الإعاقة ودون التركيز على الجوانب الإيجابية الأخرى؟ لماذا لا يتحدثون عن إنجازات إبراهيم حمدتو في مجال الرياضة، حمدتو الذي تحدى الإعاقة وأصبح بطلاً للعالم في تنس الطاولة، وبدون ذراعين، لماذا لا يتحدثون عن إبراهيم الخولي أول معيد بالجامعة الكندية من متلازمة داون،؟ لماذا لا يتحدثون عن رحمة خالد أول مذيعة في العالم لذوى القدرات والإرادة؟ وغيرهم من الأبطال الذين أثبتوا للعالم أنهم يستحقون، فهل إهمال إنجازاتهم والتركيز فقط على تجسيد صورتهم في المشاهد السينمائية في حالات إنسانية أو مناظر لا تليق بهم هو تعبير عن الواقع وهم وللأسف لا يريدون أن نرى ذوى الهمم إلا بهذه الطريقة.
ويضيف ياسر عبد ربه الناقد بمجلة حريتى أن ذوى الهمم لا يفرقون شيئًا عنا، بل إنهم يتمتعون بالشجاعة والطموح والإبداع والإرداة أكثر لأنهم يواجهون كل يوم العديد من الإساءات والكلام المزعج، ومع ذلك لا يلتفتون لما يقال لهم، بل يركزون فقط على تحقيق الإنجازات وإثبات الذات وتحدي العالم بأنهم يستحقون، وبالفعل يحصلون على مراكز عالية في جميع المجالات التي يشاركون بها.
وإن كان لابد أن نركز على بعض الأعمال الهادفة التى تركت أثراً طيباً فى نفوس المشاهدين ومنها، مسرحية وجهة نظر ومسلسل سارة وفيلم الكيت كات وفيلم الصرخة، الذى ركز على قضايا الصم وما يتعرضون له أو يصادفهم .
وعلى الرغم من التقدم الكبير الذى يحدث وظهور قوانين تحمي وتنصر ذوى الإعاقة وقدراتهم التي برزت بصورة كبيرة فى العقود الأخيرة، إلا أن السينما المصرية لم تنظر إلى هذة الفئة بعد، وحصرت هذه الفئة فى دورها الإنساني فقط وإبراز عجزهم.
وتؤكد الناقدة ميرفت عمر: هناك بعض الأعمال الفنية التى عُرضت فى السنوات الأخيرة، ومنها مسرحية العطر التى عُرضت على خشبة المسرح القومى وناقشت مشاكل الصم، وكيف أن لغة الإشارة لديهم هى عنوان الحياة أو التواصل مع المجتمع، ولاقت نجاحاً كبيراً حينها، ولكن كنت أتمنى أن يحظى العرض بالمشاهدة على القنوات حتى يكتمل الهدف من رسالته، وهى رسالة أيضاً لصناع السينما، من الجيد أن نعرض قضايا ذوى الإعاقة ويكون من خلالها رسالة أنهم مثل غيرهم وليسوا بركة فقط، أو أصحاب قدرات خارقة أو أنهم كما يطلق عليهم البعض جهلا «متخلف أو عبيط»، ولكن من اللائق بهم أن نعرض العمل ومنه تغيير بعض المفاهيم أو الألفاظ المتعلقة الخاصة بكل إعاقة، وأيضاً الصورة التي تبرز قدراتهم وإرادتهم واحترام المجتمع لهم، مما يشجع على التعامل معهم، بدلًا من التنمر عليهم أو معاملتهم على أنهم مرضى أو حالات إنسانية تستحق التعاطف وهو ما يدفع أهاليهم إلى عدم السماح لأبنائهم بالاحتكاك والتعامل من الناس تجنبًا لعدم التنمر على أبنائهم .