محمود عادل
صُنِّفت الإعاقة الذهنية إلى درجات ومستويات متباينة، وإن كانت اتفقت فى تقسيماتها على أن يكون معدل ذكاء الشخص فيها ما بين أقل من 70% حتى تصل إلى 75 %، بالإضافة إلى وجود تأخر أو نقص في مهاراتين من المهارات التكيفية، ويعاني من الإعاقة الذهينة ما نسبته من 2 إلى 3 % من عدد سكان المجتمع، وهناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بإحدى درجات الإعاقة الذهنية من الصغر ومنها، تناول الأم للكحول أو المخدرات أو الأدوية الممنوعة أثناء فترة الحمل، الإصابات التي تحدث للدماغ أو الأمراض الوراثية المختلفة مثل متلازمة داون ومتلازمة الكروموسوم، والعديد من الأمراض والأسباب الأخرى.
أنواع الإعاقة الذهنية
تشير الدكتورة إيمان عبد الرحمن استشارى التربية النفسية، والمتخصصة فى الإعاقات الذهنية، إلى أن هناك اتفاقاً بين الأطباء لتقسيم الإعاقة الذهنية إلى عدة أنواع مختلفة، ويتم تصنيف هذه الأنواع بناءً على مستوى الإعاقة، وتشتمل على معدل الذكاء العام للطفل المصاب، وعلى درجة التكيف الاجتماعي، وتشمل أنواع الاضطراب التنموي الفكري على كلٍ مما يأتي:
الإعاقة الذهنية الخفيفة:
وفيها يعاني الشخص المصاب بالإعاقة الخفيفة، من العديد من المشاكل كعدم التواصل الجيد، وعدم النضج الاجتماعي، واستغراق وقت طويل ليتكلم أو ليتعلم الكلام، بالإضافة إلى وجود صعوبات عدة في القراءة والكتابة، وزيادة الصعوبة مع مسئوليات الزواج أو الأبوة أو الأمومة، ولكنهم يمكن أن يستفيدوا من خطط تعليمية متخصصة، ويعد مستوى الذكاء لديهم من 50% إلى 69%.
الإعاقة الذهنية المعتدلة :
الإعاقة الذهنية المعتدلة أو المتوسطة كما يطلق عليها أحياناً، ويعانى فيها الأشخاص المصابون من بطء في فهم واستخدام الكلام، وبعض صعوبات التواصل مع الغير وعدم استطاعتهم العيش بمفردهم، ولكن يمكن أن يتعلموا بعض مهارات القراءة والكتابة والعد أيضًا، بالإضافة إلى إمكانية التجول وحدهم في أماكن معينة مألوفة، ويعد مستوى الذكاء لديهم من 35% إلى 49 %.
الإعاقة الذهنية الشديدة:
عند الإصابة بالإعاقة الشديدة قد يعاني المصابون بها بضعف عام وملحوظ في الحركات، وأضرار كبيرة أو تطور غير طبيعي في الجهاز العصبي المركزي، بالإضافة إلى أن مستوى الذكاء لدى المصابين بهذا النوع يبدأ من 20% إلى 34%.
الإعاقة الذهنية العميقة:
ويعانى فيها أصحابها من عدم القدرة على فهم الطلبات، أو التعليمات الموجهة إليهم، ويمكن أن يصاب بعضهم بسلس البول، وعدم القدرة على تلبية احتياجاتهم الخاصة بمفردهم، والحاجة إلى مساعدة مستمرة ممن حولهم، بالإضافة إلى عدم وجود تواصل لفظي أو عدم قدرتهم على الكلام، ويعد مستوى الذكاء في هذا النوع أقل من 20%.
الإعاقة الذهنية المزدوجة:
وهو ما يطلق عليه الإعاقات المزدوجة، أى أن هناك إعاقة أخرى مع الإعاقة الذهنية، ويكون فيها أصحاب هذه الفئة من ذوي الإعاقات الذهنية أو المشتركة مع إعاقات أخرى مثل الإعاقة الحركية أو لديهم ضعف في السمع أو لا يستطيعون الكلام وهم من أصحاب الإعاقة السمعية.
الإعاقة الذهنية غير المحددة:
يمكن أن يجد الطبيب صعوبة في تحديد مستوى بعض الاضطرابات التنموية التفكيرية فيها، وتختلط درجاتها ما بين الإعاقة الذهنية أو لديها سمات تغلب عليها الإعاقات الذهنية المختلفة.
الوقاية من الإعاقة
ويضيف الدكتور عبد الباسط عزب المتحدث الإعلامى لإحدى الجمعيات العاملة فى مجال الإعاقة أن هناك مسببات عديدة تصل إلى وجود الإعاقة الذهنية، ولكن من الصعب الوقاية من الإصابة بالإعاقة الذهنية، وإن كان هناك عدة طرق للوقاية من بعض الأسباب التي تؤدي إلى هذه الإعاقة، كالوقاية من الإعاقة التي يكون سببها تناول الكحول قبل وأثناء الحمل، حيث يجب على الحوامل التوقّف عن شرب الكحول، وتلقي رعاية ما قبل الحمل، للحمل بطفل من من غير ذوى الإعاقة، أيضًا يجب عليهن تناول بعض الفيتامينات قبل الولادة وتلقي التلقيح اللازم ضد بعض الأمراض المعدية، والنصائح السابقة قد تقلل من خطر ولادة طفل مصاب بهذه الإعاقة، وقد يوصي الطبيب الأسر التي لديها تاريخ طبي من الاضطرابات الوراثية، بإجراء الاختبارات الجينية قبل الحمل، كاختبار الموجات فوق الصوتية، واختبار البزل السلي، حيث يمكن أيضًا أن يقوم الطبيب بإجراء هذه الاختبارات للبحث عن بعض المشاكل المرتبطة بالإعاقة الفكرية خلال فترة الحمل، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الاختبارات قد تحدد العديد من المشاكل قبل الولادة، ولكنها لا تستطيع تصحيحها أو إيجاد حلول لها.
علاج الإعاقة الذهنية
العلاج في حالات الإصابة بهذه الإعاقة لا يشفيها بشكل كامل ولا يمنع ظهور أعراضها، بل يساعد العلاج المستمر على تطوير مهارات المصاب وتلبية احتياجات أسرته، فعندما يكون الطفل مستعدًا لدخول المدرسة، سيتم وضع برنامج تعليمي فردي خاص بالمصاب لمساعدته في تلبية احتياجاته التعليمية، ويعدُّ أيضًا الهدف الرئيس من تلقي العلاج هو مساعدة المصاب في تحقيق وتطوير كلٍ من الجوانب الآتية، الجانب التعليمي، والمهارات الاجتماعية، والمهارات الحياتية، وقد يساعد الطفل في علاج مجموعة من الأشخاص لتقديم العلاج السلوكي، والعلاج الوظيفي وتقديم المشورة للطفل وأسرته، وقد يحتاج المصاب لبعض الأدوية في بعض الحالات التي قد يعاني فيها المصابون من الإعاقات الجسدية.