محمد عبد المنعم محمد
” أنا عايز أدخل هندسة”، هنا كانت البداية وأنا لا أعلم مايخفيه الله عني، لم يأتِ النصيب كما توقعته وذهبت إلى كليه إعلام قسم الصحافة بأكاديمية أخبار اليوم، ثم جلست مع نفسي بعد مرور شهر من الدراسة، وكان الكثير من الافكار يدور فى رأسي “هاتكمل ولاّ إيه يامنعم”، ثم توكلت على الله الذي لا وكيل لي إلا هو وبدأت.
شخصيتي من الشخصيات المحبة لمساعدة الغير منذ صغري لأي شخص يريد المساعدة ومن سن الـ ١٤ بدأت رحلتي فى التطوع فى بعض الجمعيات الخيرية لمساعدة الناس وفي يوم ما ذهبنا إلى جزيرة بين البحرين بالوراق لكي نعطي من يحتاج مساعدتنا من مستلزمات البيت، وعند مروري على أحد المنازل رأيت سيدة كبيرة جالسة بغرفة ليس بها إلا “باجور جاز وبطانية”، هذا ما يحتويه منزلها .
وكانت المفاجأة الأكبر بعد أن قامت وضايفتنا أفضل ضيافة وأحضرت لنا الشاي، إنها غير مبصرة كانت هنا صدمتي وراودني الكثير من الأسئلة كيف ترى وكيف أحضرت لنا الشاي وأتت به إلينا، اكتشفت بعد ذلك أن هؤلاء الناس ليس لديهم إعاقة، بل نحن لدينا عيون ترى ولكن قلوبنا لا ترى ما مدى الرحمة والطيبة داخل هؤلاء الناس الذين ميزهم رب العالمين عن جميع البشر، ربنا سبحانه وتعالى عندما يأخذ شيئًا يعطي مكانه ١٠٠٠، قال تعالى (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ) (٥٨ غافر)
وعندما كبرت وأنا الآن على حافة التخرج فى كليتي كان من أفكار مشاريع التخرج أن أعمل على فكرة متحدي الإعاقة، وكانت تلك الفكرة الأنسب لي ولجميع أصدقائي في فريق العمل، شاهدت الكثير من المواقف واللحظات التي تتكرر عندما ترسم البسمة علي وجه طفل يعاني من مرض ما أو سيدة كبيره تدعو لي دعاءً من قلبها، هنا عرفت أني يجب أن أستمر فى هذا الطريق لأن الله يريدني فيه.