مريم أحمد

الإعاقة لا تمنع تحقيق الأحلام، والإصرار والعزيمة والسعى نحو الهدف دائماً، هى بمثابة مؤشرات وخطوات الصعود للقمة، ومن خلالها نستطيع  تحقيق المعجزات، وهناك نماذج كثيرة فى عالم الإعاقة فعلت المستحيل، وحققت ما ظن الآخرون أنه صعب المنال، وهم نبراس لغيرهم سواء كانوا من نفس عالمهم أو من غير ذوى الإعاقة، وقدوة يُحتذى بهم فى كل مجال.

ومن هؤلاء  البطل مجدي طلعت “٢٦ عاماً” لاعب كرة السلة، الذى حقق 32 بطولة متنوعة فى اللعبة، وفى حواره فتح لنا صدره وحدثنا عن أحلامه وبطولاته والمعاناة التى يصادفها فى عالمه.. وإلى تفاصيل الحوار.

 

 

** متى كانت بدايتك فى تعلُّم كرة السلة؟

بدأت تعلُّم الرياضة فى  عام 2011، وكنت ألعب كرة القدم بيدي فى الشارع نظراً لإعاقتى فى قدمى، وشاهدنى أحد الأشخاص يعمل فى  مؤسسة خيرية مجالها ذوو الإعاقة، وأُعجب بطريقتى وإصرارى على اللعب والمتعة برغم الصعوبات التى صادفتنى، وعلامات التعجب والدهشة تارة، والشفقة تارة أخرى ترتسم على وجوه من يشاهدنى، ونصحنى بالتوجه لنادي “ياسمينا” ويقع فى منطقة إمبابة، وهو مخصص لتعليم الرياضة للأشخاص ذوى الإعاقة، و”قالى إنه هيقدملي فيه، وبالفعل رُحت وبدأت أتعلم كرة السلة واحدة واحدة”.

 

** ما هى  الصعوبات التى واجهتك فى ممارسة لعبتك المفضلة؟

* مشاكل لعبة كرة السلة لذوى الإعاقة ليست مشكلة فردية، وإنما  هى جماعية، وأولى أزماتها الكراسي المتحركة، وهى عنصر نجاح اللاعب قبل اللعبة، لأن الكرسي تكلفته باهظة الثمن، ويصل سعره ما بين 160 – 180 ألف جنيه، وللأسف لا يتم تصنيعه هنا فى مصر ويتم استيراده من ألمانيا، نظراً للمواصفات الخاصة فى تصنيعه بجانب الخامات المحددة وتخضع لمواصفات قياسية شديدة الجودة.

 

**  ما هو عدد البطولات التى حصلت عليها؟

* حصلت على  بطولات متنوعة وعديدة ومنها:  15 دوري 12 كأس و 3 بطولات دولية وبطولتان عربيتان فى المغرب والكويت، كما شاركت فى بطولة مع المنتخب فى إطار تصفيات كأس العالم فى جنوب أفريقيا، وحصلنا فيه على المركز الثالث.

وشاركت فى 2020 فى بطولة كأس جنوب أفريقيا المؤهلة لأولمبياد طوكيو، كما شاركت  فى بطولة أمم أفريقيا فى إثيوبيا المؤهلة لكأس العالم فى دبي.

 

** من هو مثلك الأعلى فى الرياضة؟

* فى اللعبة أرى بيترك وهو كندي الجنسية، وخاصة هو من ذوي الإعاقة، ويعتبر أفضل وأحسن لاعب فى العالم فى كرة السلة.

 

** هل هناك صعوبة فى التوفيق بين عملك وممارسة لعبتك؟

* فى البداية كانت هناك صعوبة بالغة لأننى أعمل فى الأعمال الإدارية بشركة تاون جاز التابعة  لقطاع البترول، ومع الوقت استطعت التوفيق بين مواعيد عملى والانتظام فى التدريبات،

وساعدنى فى ذلك أن التمرين أصبح بعد انتهاء مواعيد عملى الرسمية، وهناك تفاهم من قيادات عملى إذا كان هناك تدريب فى وقت العمل أو المشاركة فى بطولات، يتم منحى  تفرغًا من جهة العمل، وهو بمثابة تدعيم لى ومساندة منهم لتحقيق أفضل النتائج.

** هل وجدت صعوبة فى الحصول على فرصة عمل؟

* هى كانت صدفة والقدر ساقها لى، ووراءها سعى منى، حيث كان افتتاح “إيفنت” شارك فيه وزير البترول آنذاك  وبجوار محل سكنى، وقابلت الوزير وطلبت منه فرصة عمل، وعانيت بعدها ما لا يقل عن 10 أيام، ومنتظر إجابة طلبى بالحصول على وظيفة، وذهبت إلى  الوزارة وقابلت مدير مكتب الوزير، و”الحمدلله ربنا وفقنى وأسبوع واشتغلت فى شركة تاون جاز”.

 

** حدثنا عن أحلامك؟

* حلمي تحديداً فى اللعبة، أن  تكون متطورة أكثر من ذلك، لأننا نعانى من التجاهل الإعلامى، وأتمنى أن نلقى الضوء على الأبطال ونسعى لنشر فكرة اللعبة، وإبراز العناصر الموهوبة فى مجالنا، على سبيل المثال “كنا بنشارك فى نفس البطولة ومعنا فريق  كرة القدم على الرغم من أنهم متأهلوش لكأس العالم واحنا اتأهلنا، وعلى الرغم من هذا تم تجاهلنا”، وعندما التقينا وزير الشباب والرياضة شعرت أن اللقاء “متقابلناش مقابلة تليق بينا”.

 

** هل ترى أن اللعبة تحتاج لتطوير؟

* بلى والتطوير يبدأ من أهم نقطة وهى الكرسي المتحرك، ثم الاهتمام بنا وبالمجهودات التى نبذلها، بجانب الاهتمام بالفريق أكثر من ذلك، وأقترح مثلاً أن ترعى أحد الأندية الرياضية الكبيرة مثل الأهلى والزمالك، فرق رياضة ذوى الإعاقة وتعمل على تطويرها، بجانب الاهتمام بالنشء والشباب الصغير من ذوى الإعاقة بممارسة الرياضة، لأن هناك أشخاصًا من ذوى الإعاقة لا يعلمون عن الفرق الرياضية الممثلة لهم أى شيء .

والاهتمام بالسن الصغيرة سيكسب مهارات ومرونة أفضل فيما بعد،  بجانب أن ممارسة الرياضة ومن الصغر لها شأن عظيم .