محمد عبد المنعم- محمد محمد حسين – مرام محمد نور الدين – مروة أكرم قدري
الإبداع والموهبة يختارا من يسعى لهما، و يجتاز الصعاب التى تصادفه فى طريقه حتى يصل لمنصة التتويج بهما.
سلوى فهمى أحد النماذج التى تحدت إعاقتها الحركية، وتجاهلت أنها لن يلومها أحد إذا ما أبقت على نفسها دون التميز أو الإنطلاق إلى عالم التألق ، بل إنها أرست قواعد تكون لغيرها نبراساً إذا أراد أن يكون له شأن ومكانة.
هي بطلة الجمهورية فى السباحة وحققت ما لا يقل عن 35 ميدالية متنوعة وهى اللعبة التى تحتاج إلى تكامل أطرافها حتى تكون حركتها متناسقة ومتناسبة داخل حمام السباحة ولكنها اكتست بروح العزيمة والإصرار واستندت علي ارادتها القوية وزاد فى ذلك إتقانها رياضة التجديف.
معنا فتحت اعماق قلبها لنغوص معها ونتعرف على حكاية التحدى داخلها، و كيف تخطت تلك الأزمات وإلى أى مدى تخطط لأهدافها .
** هل يمكننا أن نتعرف عليك بشكل أكثر ؟
* سلوي فهمى أبلغ من العمر 18 عاماً ، كنت كغيرى فتاة تعيش وتحيا بين اقرانها ولى أحلامى البسيطة، إلى أن جاءت لحظة غيرت مسار حياتى ، وهى تعرضى لحادث بشع فى مضمونه رحيماً فى نتائجه فيما بعد لى ، حيث كنت اعبر «شريط» قضبان السكة الحديد والطريق مفتوح على مصراعيه، وإذ فجأة يصل قطار قبل موعده بـ10 دقائق وعلى غير المعتاد دائماً، و فى ذلك الوقت عامل المزلقان غير متواجد ولم يتم إغلاق الطريق ، وإذ بى أفقد الوعى واسترده وانا فى المستشفى وقد بترت قدمى من الحادث وقضيت فترات بين جدران المنزل انظر الى حوائطه واترقب لحظة إنتهاء حياتى واستجديها وخاصة بعد نظرات الشفقة والعطف التى كنت أجدها بين عيون من يرانى .
وبين عشية وضحاها تغير حالى عندما قررت اقف على أعتاب الحياة ودون النظر لقدماى ، واخترت أن أمارس لعبة السباحة بعدما قابلت الكابتن خالد حسان مدرب السباحة الآن ، وأول من عبر المانش من الأشخاص ذوى الإعاقة ، وشجعتنى والدتي بل إنها كانت الدافع الأكبر لى حتى أخرج من حالة العزلة التى كنت عليها وفيها، وانطلق إلى الحياة و أعدو فيها كما يتراءى لى وبإمكانياتى الباقية ، ورأيت فى السباحة حريتي المفقودة فى الحركة ، وخاصة أنها لعبة لا تحتاج إلي كرسي متحرك لممارستها، و يمكنني أن أتحرك فيها وبداخل مياهها وبينها مثل غيرى ، و تعلمت السباحة سريعاً واجتهدت فيها بشكل لم أتوقعه قبل أن يراه الآخرون أو يبدون فيها إعجابهم بما وصلت إليه فيها .بل زدت فى ذلك وتعلمت التجديف ، وحققت فيه كثير من البطولات بل أننى عشقت قارب التجديف وأشعر أنه الحياة بعينها التى حرمت منها على الأرض.
** كم عدد البطولات التى حصلت عليها ؟
* حصلت علي ما لا يقل عن 35 ميدالية متنوعة ، فى اللعبة ما بين بطولة الجمهورية وكأس مصر ، والاهم هو مشاركتى فى بطولة العالم اغسطس القادم فى كندا، بجانب تحطيمى أرقام وإنجازات فى اللعبة كنت حتى الآن اراها بعيدة أو صعبة ولكن طموحى فى اللعبة لا يتوقف وليس له نهاية،
ودائما أضع لنفسى حافزاً سرياً وهو تحطيم نظرة الشفقة التى رأيتها فى عيون الآخرين بعد الحادث الأليم الذى تعرضت له وكيف أن كل من كان حولى يستعطف امى بألا تخرجنى من منزلنا أو «تستعوض ربنا فيا ويكون الموت اقرب لى حتى ترتاح من همى وشقائى » وكنت اسمع الكثير من الناس ، وهى تقول لوالدتي «بنتك انتهت و قعدوها فى البيت و ليس لها خروج من البيت ، و مش هتقدر تعيش حياتها مثل باقي الناس و متعلمهوهاش»، و لكن رغم كل هذا الكلام إلا أنني لم أهتم لما يقال ، و كنت بالفعل حبيسة الجدران وقتها وأجهل طرق اللعب مثل «العيال» ولا أعرف كيف أتعايش مع الحياة مثلهم و هذا الدافع أضعه نصب عيناى ،فى أى منافسات أشارك فيها .
** هل هناك طقوس محددة للتمرين أو البطولات؟
* فى التمرين نقوم بعمل fitness ، و بعد ذلك نقوم بالتسخين في الماء و نسبح حوالي ٤٠٠ متر و بعد ذلك نبدأ بالتمرين نفسه.
اما فى البطولات و قبل المشاركة أُحفز نفسى بأن الخسارة ليست فى قاموسى وأننى هنا حتى أفوز وأكسر حواجز وضعتها الحياة وأيدها البعض من الناس فى المجتمع بين الأشخاص ذوى الإعاقة وبين الإبداع والتميز
** ما الرسالة التي توجيهها لذوي الإعاقة ؟
* الإعاقة ليست فى الجسد بل ا فى العقل ، لا تنظر لما يقولوا الآخرين عنك بل أغمض عينيك وتخيل لأى مدى تريد أن تصل إليه وعلى الفور خطط لنفسك وأصنع طريقك وابدء ولا تتردد.
** ما هى أحلامك ؟
* حلمي الكبير الفوز ببطولة العالم و أرفع علم مصر على منصة البطولة وأثق فى قدراتى وإمكانياتى فى تحقيق ذلك وإنتظرونى.