مرام محمد نور الدين
الإعاقة الحركية هي الإعاقة الناتجة عن عيوب بدنية أو جسمية، وهذه العيوب متعلقة بالعظام والمفاصل والعضلات، ويُطلق على الشخص المصاب بمثل هذه العيوب معاق بدنياً أو حركياً، ويرى العلماء أن المعاق حركياً هو الشخص الذي لديه عائق جسدي يمنعه من القيام بوظائفه الحركية بشكلٍ طبيعي، وذلك لأسباب وراثية أو مكتسبة.
هذا وإن تحديد الأفراد المعوقين حركياً سهل جداً بالمقارنة مع بعض الإعاقات الأخرى، واختلفت الآراء حول تصنيفات الإعاقة الحركية، فقد تكون الإعاقة خلقية مثل الشلل الدماغي، أو مكتسبة بسبب أمراض أو إصابات بعد الولادة، وقد تكون بسيطة ويمكن علاجها، وبعضها شديد الصعوبة مثل ضمور العضلات والصرع وشلل الأطفال وتصلب الأنسجة العصبية وغيرها.
إن مسئولية قياس وتشخيص الأطفال المعاقين حركيا هي مسئولية فريق يتكون من طبيب الأعصاب، والعظام، وأمراض المفاصل، والروماتيزم، والوهن العضلي، وغيرها وكذلك الكيماوي، أي رجل المختبر المتخصص في مجال الكيمياء العضوية، الذي يدرس وجود مواد معينة في دم المريض، بحيث تكون مسئولة عن الإعاقة الحركية، وكذلك يحتاج التشخيص إلى الطبيب النفسي، ومختص أمراض الدماغ وغيرهم. وليكون التشخيص صحيحًا، يفحص المريض سريريًا، ومن ثم تجرى له الفحوصات الطبية اللازمة لتؤكد، أو لا تؤكد على وجود الإعاقة الحركية في المريض .
ولا بد للمختصين من إجراء دراسة شاملة للعوامل الوراثية والبيئية التي قد تكون مسئولة عن وجود هذه الإعاقة في الفرد، ويجب ألا يغيب عن البال بأنه لا بد من دراسة مظاهر النمو الحركي، عند الفرد ومقارنتها بالنمو الحركي الطبيعي عند أفراد آخرين في نفس المرحلة العمرية عند المريض، والحقيقة أن مظاهر هذه الإعاقة تساعد في تشخيصها، ومن هذه المظاهر: الحدب، والبتر، والشلل، والصرع، الذي هو عبارة عن اضطراب في الموجات الكهربائية في الدماغ، وضموره ومشاكل العمود الفقري، وغيرها التي تعتبر مؤشرات على وجود مثل تلك الإعاقة .
وفي حالة الصرع على سبيل المثال، يتم إجراء تخطيط لدماغ المريض وأخذ صورة طبيعية له أو صورة رنين مغناطيسي لتلافي وجود أورام في الدماغ، مع أن هذه الأورام قد تسبب الصرع، أو تكون مسئولة عنه، والحقيقة أن للعوامل النفسية والاجتماعية دورًا في هذه الإعاقة، حيث إ الصرع كمسئول عن هذه الإعاقة، يتأثر بهذه العوامل.
وتجدر الإشارة إلى أن مرض السل وسرطان العظام والروماتيزم وغيرها من أمراض خاصة بالطعام هي مسئولة إلى حد كبير في حدوث هذه الإعاقة وبواسطة فحص أو دراسة أنسجة العظام يمكن التعرف على مرض سرطان العظام. أما في حالة مرض المفاصل فيتم عن طريق المختبر، ودراسة دم المريض لتحديد نسبة ارتفاع مواد معينة مسئولة عن مرض الروماتيزم، أو من خلال تحليل بول المريض للتعرف على وجود مادة اليورك آسيد کمسئول عن التهاب العظام .
والجدير بالذكر أن المفاصل تصاب بالورم والاعوجاج، ويشعر المريض بوجع في العظام والعضلات، وبارتفاع في درجة حرارة العضلة المصابة، وبعدم قدرة المريض على الوقوف لمدة طويلة بدون استراحة.
إن أسباب هذه الإعاقة متعددة، لذلك لا بد من إجراء دراسة لهذه الأسباب مخبريًا، ونفسيًا، وطبيًا، وبيولوجيًا، وفيزيولوجيًا لتشخيصها .