مرام محمد نور الدين

الحلم هو ذلك النور الذي يخترق أبواب سجن الحياة، مُنيراً عتمتها، متجاوزاً قوانينها، وغير مبالٍ لإحكام أقفالها، باعتقادي أن الحلم سلاح ذو حدين، الحلم هو شيء نوجه به مصاعب وعوائق الحياة باللجوء إليه لإعادة شحن طاقاتنا وشحذ هممنا، وشيء آخر قاتل ومسموم ينقلك من واقعك الحقيقي إلى واقعك الافتراضي الذي تحلم به .

كانت البداية عند ظهور نتيجة الثانوية العامة وحصولي علي مجموع لايحقق حلم إعلام جامعة القاهرة التي كنت أحلم بها منذ دخولي أولى ثانوي، ولكن رضيت بالأمر الواقع وهو عدم تحقيق حلمي وقضيت أياماً أفكر هدخل كلية إيه، حتي ألهمتني صديقة الطفولة بدخول كلية تربية طفولة مبكرة قسم احتياجات خاصة، وهنا كانت بداية معرفتي ما هو هذا القسم ومن هم ذو الاحتياجات الخاصة، وبعد أن علمت كافة المعلومات وكنت سوف أملأ استمارة التنسيق، ألهمني زوح أختي العزيز بفكرة دخول قسم صحافة بأكاديمية أخبار اليوم، وقد وافق أهلي وقمت بملء الاستمارة وسجلت أكاديمية أخبار اليوم في الرغبات .

في هذا الوقت كنت سعيدة ولكن حزينة أيضاً، كنت أشعر بالسعادة لأن الله حقق لي حلمي في دخول صحافة، ولكن شعرت بالحزن من جهة أخرى لأنني كنت أحببت قسم الاحتياجات الخاصة، وكنت أشعر بالسعادة لأني سأقوم في يوم من الأيام بمساعدتهم، ومن هنا قررت أن مع تحقيق حلمي سأقوم بعمل شيء لمساعدة هؤلاء من ذوي الإعاقة لأنني أحببتهم كثيراً، وأصبح حلمي الجديد بعد تحقيق حلم إعلام، أن أقوم بشيء لهم .

و فاتت الأيام والليالي والشهور والسنون وأصبحت بآخر سنة في الجامعة. طلب منا أساتذتنا تحديد فكرة مشروع التخرج، ومن هنا استرجعت حلمي القديم وهو عمل مشروع لذوي الإعاقة ، فقررت أنا و أصدقائي عمل عمل موقع إلكتروني لذوي الإعاقة ، ومن هنا شعرت بالسعادة لتحقيق حلمي الأول وهو دخولي إعلام والثاني هو عمل مشروع لذوي الإعاقة .