محمد مختار
باختلاف الزمن وعلى مر العصور تختلف اتجاهات كل فرد من المجتمع، قد تختلف الطرق أو تجتمع من أجل الوصول إلى هدف معين، ولكن الاختلاف يكمن في مذاق النجاح المختلف.
في أحد العصور أعيش، أنا شاب ساعٍ نحو التفوق فيما أريد لأصبح رائدًا فيما أحب، منذ صغري وأنا أحب الرسم ودائما كان الرسم لي عبارة عن وسيلة للهروب من ضجيج الحياة ومشاكلها بحلوها ومرها.
أريد رسم الأشخاص، الضحك الابتسامة الحزن الألم كلها مشاعر تسكن الإنسان، تسكن الفرد يظهر منها المناسب في الوقت المناسب مع استمراري في السعي للوصول إلى حلمي وما أتمنى وهو دخول كلية الفنون الجميلة، ظهرت صعوبات وعقبات لكن الإصرار كان الوقود للاندفاع نحو الأمام وتحدي الجميع.
وبالفعل ذهبت لإجراء اختبارات القبول بكلية الفنون الجميلة وأنا في قمة سعادتي، ومر اليوم كما خطط له بسلام ومرت الأيام، لكن فرحتي لم تدم لتظهر نتيجة الاختبار، لكنى فشلت ورسبت في اختبار القبول للكلية، أصطحب ذلك الخبر حالة من الذهول على ضياع حلمي وأن رحلتي مع الرسم قد تنتهي عند تلك المحطة، مما أدى إلى دخولي في حالة من الاكتئاب والحزن، لأنه من الصعب على الفرد منا التخلي عن حلم رافقه طوال حياته، وبدأت الوساوس الشيطانية في أن أتخلى عن حلمي في الرسم، وبدأت مرحلة التلاشي.
لكن استوقفني مشهد لطفل أمام محطة مترو يرسم وهو يبيع مناديل، مما أعاد لي شغفي الذي فقدته بالرسم وأعاد لي الإصرار على النجاح في أن أحقق حلمي، وتجنب الوسوسة الشيطانية التي تعرقل سبيل وصولي مهما كانت التحديات التي أمامي، ولكن الله أراد لي الأفضل في الواقع، أن أدخل كلية يختلف مجالها عن المجال الذي تمنيته وحلمت به، ولكنها كانت الخير قال تعالى
)يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر)، لا تعلم من أي مكان يأتي لك الخير، ولكن الأكيد بأن رب الخير لا يأتي ألا بالخير.
كل يوم تستيقظ فيه من النوم هو فرصة من الله عز وجل لك لتبدأ في استكمال رحلتك فيما تمنيت، ومع اختلاف طرق النجاح إلا أن السبيل سيظل هو النجاح،
قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ).
لذا سأعيش على أمل أن كل شيء سيصبح جميلاً يوما ما، مادام لنا رب يقول كن فيكون.