محمد عبد المنعم- محمد محمد حسين – مرام محمد – مروة أكرم

 

رحمة عادل نموذج من التحدي والرضا والطموح، نالت الإعجاب من خلال طريقتها وأسلوبها على السوشيال ميديا،  ويحرص الكثير على متابعتها، ولم لا وهى البلوجر صاحبة الطلة الجميلة والكلمات المنمقة، على الرغم  من ظهور العديد من الأشخاص على السوشيال ميديا لكن من الصعب أن يكون هناك إجماع على حبهم لشخص بعينه، ولكن لا شيء مستحيل مع رحمة عادل،  صانعة السعادة  بـ”قادرون باختلاف.”

 

انتقلنا إليها لنسمع لها ونعرف منها كيف نالت هذا الإعجاب، وحرص الكثير على متابعتها على الرغم من انضمامها لعالم الإعاقة، وشاركنا أطراف الحديث خطيبها أحمد الذي ساهم فى نجاحها وتقدمها على حد قولها .

 

**  كيف جذبك  ميدان السوشيال ميديا؟

* عن طريق الصدفة، قمت فى يوم من الأيام بعمل فيديو لم أكن أقصد نشره، وتلقيت بعدها العديد من الانتقادات، مع العلم أنني لم أقم بعمل أي شي فى هذا الفيديو، وقمت بعدها بعمل فيديو آخر بنفسي وقلت “ليه تشتموني أنا معملتش حاجة”، ومن بعد هذا الفيديو تلقيت الكثير من التعليقات الإيجابية ومن بعدها قررت أن أكمل فى هذا الطريق .

 

** ماذا يعني ويمثل  لك السوشيال الميديا؟

* السوشيال ميديا بالنسبة لي مصدر الطاقة، فمنه أستمد قوتى  ويدفعني إلى الأمام دائماً، وعندما أشعر بالحزن أو أُصاب ببعضٍ من الضيق أو الزعل، أقوم بقراءة الرسائل لأرى ماذا يقول الناس، فتواصلهم معى وردودهم « بتقوينى»، ووقتها أشعر أنى لابد أن أقدم لهم ما يفرحهم أو يبسطهم ، فأشعر فى ذلك بأنهم يستاهلوا مني أن أشعرهم بالفرح.

 

** هل أثرت عليك الإعاقة فى التواصل أو التألق فى مجال السوشيال؟

* لم يكن هناك أى تأثير سلبى أو أنها منعتنى من التواصل، أو الإبداع وخاصة أن الإعاقة حدثت لى وأنا  بعمر 4 سنوات، أصِبت بشلل في القدمين واليدين، نتيجة «حقنة غلط» تناولتها أدخلتنى عالم الإعاقة وأصِبت بحالة نفسية سيئة، ولم أكن متقبلة حياتي بهذا الشكل، وكنت أرى أن الحياة صعبة عليّ، وهذا الأمر سبّب لى أزمة نفسية، وعندما أتممت عامي السادس عشر أو عند دخولي إلى عالم السوشيال ميديا فى ذلك الوقت، كان عليّ تقبل ما أنا فيه،

لكني بعد ذلك رضيت بقضاء الله، بعدما فتح عالم السوشيال ميديا نافذة حياة جديدة لى على العالم، وأيقنت أن ربنا عوضنى لأنه أخذ مني شيئا واحدا، وأعطاني الكثير، ومن وقتها تقبلت نفسي، وهناك أوقات كتير “بتبسط أنى كده.”

 

** هل تأثرتِ بالتعليقات السلبية التى تُكتب على السوشيال ميديا؟

* فى بداية الأمر لم أكن أتأثر بالسوشيال ميديا، ولا كنت أهتم بالكلام السلبي أبدا، ولكن بعد خطوبتى من أحمد، أصبحت أصاب بالضيق إلى حد ما من التعليقات السلبية، لأني لا أحب الأشخاص الذين يتدخلون  فى حياة الآخرين .

 

** ما هو أكثر تعليق  ضايقك من المتابعين؟

* هناك تعليق لا أستطيع  نسيانه حتى الآن، حيث قالت لي فتاة  “إنتى هتتجوزي ازاي، هو انتي فاكرة الجواز ده لعبة” وليس هذا فقط، بل يوجد تعليق آخر من إحدى المتابعات، حيث دخلت تتحدث مع خطيبي وتقول له “فكر فى الموضوع انت مش عارف كمية الصعوبات اللي هتواجهها وما إلي ذلك” .

وفى هذا الوقت تأثرت وبكيت كثيراً وأحسست باليأس ولكن أحمد قام بتشجيعى.

 

والتقط أحمد أطراف الحديث ووجهنا له سؤالًا:

**  ما هي الكلمة التي تحب أن توجهها إلى رحمة؟

* “خليكي زي ما انتي ولا تهتمي بالكلام السلبي، إنتي من أنقى خلق الله ويوجد لديك قلب كبير وحنية لا توجد عند أحد، إنتي جميلة ولا ينقصك شيء”.

وأضاف لا ولم ولن أهتم بكلام أحد، وليس لدىّ أى مشكلة مع أى تعليق سلبى أو النقد إلا إذا كان إيجابياً أو يستحق أن نقف أمامه ونفكر فيه، عدا ذلك فهو والعدم سواء، ومتمسك برحمة رغم الصعوبات التى تواجهنا.

 

**  هل لديك نصيحة أو توصية تقدمها لمن يريد الارتباط بشخص من ذوى الإعاقة؟

* أومأ برأسه مبدياً دهشته، وقال: مسألة الارتباط هى نصيب فى المقام الأول، والموضوع طبيعي جداً، ونصيحتي للشباب ولمن يتخذ هذه الخطوة “ربنا هيجازيك خير، ويجب أن تكون “أد” هذه الخطوة  ولا يمكن أن يكون لديك نسبة من الشك أو الاهتزاز، ونصيحتي لك لا تدخل في هذه العلاقة إذا أحسست أنك لن تكون على قدر  المسئولية، وفى هذا الوقت ستكون ظلمت نفسك وظلمت الشخص الآخر وستقوم بتزويد المشاكل النفسية لديه”.

 

وارتسمت على رحمة ملامح الفرحة والسعادة وتلألأت عينيها بكلام خطيبها وقالت: “يجب أن تتأكدي قبل الدخول في هذه العلاقة أن يكون متقبلك هو وأهله على وضعك، الحمد لله أهل أحمد تقبلوني على وضعي وهذا من الصعب ورأيته كثيراً.”

 

** ما هي النصيحة التى  توجهينها لذوى الإعاقة؟

نحن لدينا العديد من المميزات، و”نحن نختلف عن ناس كثيرة، وحقيقي نحن نعرف نسعد الأشخاص الذين يدخلون حياتنا ونحن مصدر رزق وربنا بيكرمنا ويكرمهم على عمل هذا الخير، ونصيحتي للشباب أن أي حد بيمر بأزمة أو تعب أنتم مميزون ولا يوجد لديكم أي عيب وأحسن من غيركم بكثير، فلا تيأس، بالعكس افرح فقد قام الله بتعويضك بأشياء أخرى كثيرة من الممكن لا تحس بها ولا تراها ولكن لو ركزت شوية هتلاقي إن ربنا عوّضك بنعم كثيرة، وكفاية إنك محبوب ولو عايز تحقق حلمك، عافر مش تعبك اللي هيمنعك عن الوصول لحلمك”.